أحمد بيضي - خنيفرة / جديد انفو

نزلت ساكنة عدة دواوير من جماعة أكلمام، بإقليم خنيفرة، إلى عمالة الإقليم للاحتجاج على تمادي الجهات المعنية في إقصائها من كل مظاهر التنمية والحياة الكريمة والخدمات الأساسية، قبل أن تقع النقطة التي أفاضت الكأس من خلال إقصاء الدواوير المحتجة من المعونات والمساعدات المخصصة للمناطق المتضررة من التساقطات الثلجية التي لم تستثن قرية عن غيرها، سيما أن بعض هذه الدواوير ظلت محاصرة لفترة ليست بالقصيرة بسبب مسالكها المقطوعة، وتعرضت العشرات من مواشيها للنفوق، بالأحرى الحديث عن المنطقة التي بقدر ماهي مصنفة عالميا، ومعروفة وطنيا بثلوجها، فهي غارقة في العزلة والهشاشة والإقصاء الاجتماعي.

وردد المتظاهرون عدة شعارات تستنكر مظاهر التهميش التي يعاني منه أهالي المنطقة، وتؤكد على مواصلة الاحتجاج إلى غاية تلبية مطالبها وحقوقها المشروعة، في حين صرح عدد من أبناء المنطقة أن دواوير منطقتهم غنية بأراضيها الفلاحية ومقالعها المنتشرة وثرواتها الغابوية ومؤهلاتها الطبيعية، إلا أنها لا تستفد من حقها من كل ذلك، كما لم تحقق مطالبها في «التوزيع العادل لثرواتها الغابوية»، وفي تشجيع السياحة الجبلية بالشكل المطلوب، بينما لم يعثر آخرون على أدنى تفسير لمعنى إقصاء تلاميذ بعض المجموعات المدرسية من الاستفادة من «برنامج تيسير»، ولا لمعنى حرمان بعض الدواوير من الماء الشروب والربط بالشبكة الكهربائية.

وفي ذات السياق، لم يفت فاعلين محليين أيضا التنديد بسياسة التهميش على المستوى الصحي أيضا، بالقول أنه من غير المعقول ألا تتوفر 17 دائرة بالمنطقة إلا على ممرضين من دون أي طبيب، كما استنكروا منطق التسويف والوعود الممنهجة حيال البنيات التحتية، وفي مقدمتها المسالك المنعدمة أو المهترئة، أو التي تم إخضاعها، قبل سنتين، لما سمي ب «الصيانة» دون متابعة، إلى جانب ما أشار إليه البعض الآخر من أبناء المنطقة حول واقع الفقر وانعدام برامج لتشغيل الشباب والمحيطين بالمجالات الغابوية، في الوقت الذي «ترصد فيها أموالا خيالية لتنظيم إحدى المهرجانات»، على حد بعض الغاضبين.