زايد جرو – الرشيدية / جديد انفو

الإعلامي سعيد وعشى رئيس مركز جهة درعة تافيلالت للإعلام  في اللقاء الذي احتضنه مقر ولاية جهة درعة تافيلالت صباح  يوم الجمعة 02 مارس الجاري 2018  حول تتبع اتفاقية الشراكة التي تجمع بين مجلس جهة درعة تافيلالت والخطوط الملكية المغربية والذي ترأسه والي الجهة السيد محمد بنرباك وضع  الإعلامي الإصبع على الجرح  الذي يعيشه الاعلام الالكتروني، ذاك  الإعلام الذي قدم  خدمات كبيرة وجليلة  للجهة  المنسية إعلاميا منذ سنوات، والتي لا تزور مناطقها النائية وسائل الاعلام الرسمية الا في القيل النادر، خلاف الإعلام الرقمي بفعل قربه من المُواطن وتواجده الدائم وبدون  تكلف استطاع ان يصل الى تخوم المغرب  العميق  بجماعة الطاوس ، وتافراوت ولمحاميد ، وطاطا، واعالي الجبال بتنغير و حصيا العظمى، وورزازات  وغير  ذلك من المناطق البعيدة التي تزود ساكنتها هذا الاعلام بالخبر في حينه سواء كان جمعويا، او تنمويا او ثقافيا، او ما يمس حياة الناس في علاقتهم بالإدارة، بل ساهم ذلك  الإعلام في  أمن البلاد واستقرارها حين تَرُوج اخبار عن  اقتحام الحدود أو المتاجرة الدولية في المخدرات حيث يتصل الرحل  المنتشرون  بخيامهم في كل الجنوب الشرقي بالمواقع  عبر الهواتف ويزودونها  بكل ما يروج في تخوم القفار.

القانون الجديد أقبر الإعلام والأخبار بالجنوب الشرقي، لان المشتغلين في اعلام المواطن والقرب هم  متطوعون عصاميون  او مراسلون  سابقون بجرائد ورقية، أتقنوا العمل، وضحوا من اجل التكوين الذاتي خدمة للمجتمع وتنويره، ولا يجنون من ذلك غير التعب والتهديد والمتابعات القضائية .. خلاف الجهات المسؤولة  تستفيد  بشكل كبير من الترويج المجاني لعملها، وتلميع واجهتها، وصورتها، بل تجد التقارير مكتوبة  وجاهزة لترسلها  لجهات أعلى، وتنتشي بحضور الحجم الكبير من الإعلاميين الذين يتسابقون ويتدافعون بل يعرقلون الوفد الرسمي احيانا لالتقاط الصور، وبغياب ذاك الإعلام أصبح المسؤولون يستعملون هواتفهم النقالة لالتقاط نتف صور سريعة هي  صور شخصية اكثر منها صحفية.

جهة درعة تافيلات حين توقفت المواقع الالكترونية بقوة القانون  توقفت الكثير من الاخبار وبهت اشعاع المؤسسات  بضياع الترويج لعملها، فأصبحت في انشطتها كأنها ترقص للعميان واصبح انتشار خبر انشطتها محتشما، فالإعلام الالكتروني عرّف بالجهة كثيرا، وساهم في الترويج السياحي والانتعاش الاقتصادي والتنمية المستدامة، وقد يفرح البعض لهذا التوقف لان هذا النوع من الإعلام   يزعج بعض  المسؤولين بالجهة، حيث لجأ بعضهم  الى التهديد بالمتابعة القضائية، وبغيابه  ستزداد بالأكيد الخروقات، فهو الذي أوصل مهرجان الورود ومهرجان التمور والملحون والمنتوجات المجالية والواحية لكل المهتمين خارج الوطن وداخله، بل  هو مصدر إعلامي هام للجالية المغربية بتتبعها المستمر لأنشطة  المواقع بالجهة، بل يرسلون انشطتهم  من هناك لنشرها في بلدهم لارتباطهم بها لأنها الهوية والانتماء والأصل، بل يربون ابناءهم على التشبث بجهتهم من خلال ما يُبث لهم من أشرطة ومقالات تراثية تهم منطقتهم  بعاداتها في الأعراس  وطقوسها الاحتفالية فيحمسون ابناءهم بضرورة العودة للتعرف عن قرب على تراثهم وإرثهم المادي واللامادي.

 الإعلامي "سعيد وعشى" باعتباره رئيسا لمركز جهة درعة تافيلالت للإعلام ، دافع  عن الإعلام الالكتروني بشكل مستميث مشكورا، مبديا الاستعداد الكبير  للتعاون مع كل الجهات الداعمة في إطار تشاركي من أجل تقديم مشاريع من شأنها ان توسع دائرة النقاش للبحث عن وسيلة أو مخرج قانوني لتعود المواقع المقبورة للحياة كما كانت  حتى لا تضيع الجهة اعلاميا بعدما لاحظ  هو وغيره الحضور الاعلامي المحتشم في كل التظاهرات، فقدم في مداخلته العدد الضئيل من المواقع التي لاءمت  وضعها القانوني  والتي لا تتعدى الأربعة  بعدما كان عددها يفوق الأربعين واضاف ان المواقع التي لاءمت وضعها في حاجة الى الدعم لأنها تشتغل في اطار مقاولة اعلامية  دون عائدات لحد الآن : اللوحات الاشهارية منعدمة، الدعم منعدم والذين يشتغلون فيها " يصرفون " من أرزاقهم فان لم تكن منحا داعمة لهذا الاعلام  فانه سيموت بدوره قريبا .

الإعلام الاكتروني أقبره القانون الجديد الذي قيد الحريات بشكل كبير، وفتح ابوابا يصعب اغلاقها وهي خطوة قد رآها البعض تقنينا للمهنة وإبعاد المتطفلين عنها، وقد  راها البعض تضييقا وخنقا لحرية التعبير، وحتى المنابر التي لاءمت وضعها  ستموت بدورها عاجلا او آجلا  حيث سيقبرها الفقر وحين ذاك ستضطر   جهة درعة تافيلالت  الى عقد صفقات  بكلفة مالية كبيرة  مع منابر اعلامية وطنية  بمدن الرباط والدار البيضاء .. وسيأتي اعلاميون مستكشفون ،هم سياح  على شكل قوافل موسمية بحافلات مكيفة وبشرط الإقامة في الفنادق المصنفة وبتعويض سمين لنقل اخبارها وهم لا يعلمون عن تراث الجهة ومسالكها  وساكنتها وعاداتها غير الخير والاحسان، وسيقضون حوائجهم  وحوائج المسؤولين ويرحلون ويتركون الجهة لجهتها حتى موسم آخر وبصفقة اخرى أغلى وأكبر، والغريب ان عددا كبيرا من مسؤولي الجهة حين الحديث معهم عن الاعلام المحلي يشتكون بضعف الميزانية، وينتظرون  التغطيات  الاخبارية المجانية، وحين تنتهي المهمة لا يرفعون حتى سماعات هواتفهم الإدارية المجانية  لقول  كلمة  "شكرا  " لأنك تعبت معهم وغسلت لهم وجههم وضيعت وقتك خدمة لهم وسخرك الله لهم كالأنعام.

مركز جهة درعة تافيلات على لسان  رئيسه  "سعيد وعشى"  طرح أسئلة محرجة ومحرقة  أمام المسؤولين الذين أسندت لهم مهام تنمية الجهة وتدبير شأنها، وقد وصلت الرسائل غير المشفرة بشكل واضح وجلي ، والأمل معقود  ان يعود الإعلام الالكتروني وتنبعث من رماده حياة جديدة  بوجه أقوى كما كان او أفضل  بكثير ،باعتباره رافع للتنمية المستدامة بالجهة.

واليكم بالفيديو التدخل الكامل لرئيس مركز جهة درعة تافيلالت للإعلام :