زايد جرو – الرشيدية / جديد انفو
درعة تافيلالت معروفة بواحاتها ومنتوجاتها البسيطة وبأشجارها التي ذكرها الله في القرآن الكريم ، عاش الانسان بهذه الواحات الطويلة والممتدة عبر الأودية وبأسفل الجبال منذ القديم ،يظل طول النهار بمشغولات يدوية بسيطة ينقي وينظف ويحفر وينتقي الاشجار لحرثها ليستفيد منها الجيل اللاحق دون كلل او تعب ،يقتات بالبسيط وينتظر الأيام الطوال لتثمر هذه الاشجار ليأكل منها الجميع.
الكثير من أهالي المدن لا يعرف كم من مرة تثمر النخلة في السنة بل يجهل ثقافة النخيل وكيف تنمو الشجرة والمراحل التي تمر منها التمار حتى تصل للعلب التي تباع في الأسواق ، المراحل متعددة وتبتدئ من أواخر شهر مارس حين يظهر" البوقال " الصغير او "تبوقالت "باللغة الامازيغية ولما تخرج حباته الصغيرة بعد اسبوع او اسبوعين يجب البحث عن بوقال "الدكار" الذي يتزامن مع بوقال النخيل وحين تفوح منه الرائحة و يبدأ في النضج يجب أخذ "زر" منه او ازرار بلغة الواحات ووضعها في بوقال النخيل ثم حزمه ليتم "التدكار " او تأبير النخلة بعد "خرط "شوكها دون نسيان التكبير والصلاة والتسليم على النبي الكريم لتحضر البركة ويزكى المنتوج.
العملية نظريا صعبة لكن بالتجربة سهلة ومتعبة لان "تفقاس" البوقال لا يتم دفعة واحدة بل يجب مراقبة "البوقالات" باستمرار والتي "فقّست" يجب تأبيرها بعد تنقية النخلة من الشوك و"المغصوب "والطفيليات من الأشجار الصغيرة بجوانب النخلة.
ثقافة النخيل واسعة وكبيرة واخذ منها الانسان الواحي مجازات متعددة، فحين نقول فلان كالنخلة بمعنى انه طويل ،وفلان كالدَّكار بمعنى انه لا ينتج الثمار ، وفلانة كالحَشْفة اي لا جمال فيها، وفلان كالمغصوبة فهو يابس ، وفلانة كالشوكة اي لا نفع فيها غير اللسع ،ولباس فلانة بْحاَل لَفْدام ويد فلان كالكرنافة وغير ذلك كثير من التشبيها التي تضحك وتؤلم اهالي درعة تافيلالت في الكلام ومرجعيتها ثقافة النخيل
كاميرا جديد انفو تابعت العملية مع يوسف شكوك من واحة اوفوس وأنجرت لكم في الموضوع الربورطاج التالي.