زايد جرو - الرشيدية / جديد انفو
من " كيطون " الأعراس بتافيلالت العامرة سافرت الأغنية الجماعية " حتى لقيت اللي تبغيني " ليونس بولماني من ارفود الى العالم المفتوح ، وحققت الترويج لفن البلدي وللجهة ما لم تستطع ان تروج له لا وزارة الثقافة ولا مندوبيتها بالرشيدية ولا وزارة السياحة نفسها لسبب بسيط هو بناؤها التلقائي والثقافي الشعبي في مختلف مظاهره من حركات ورقص عفوي واندماج بين جميع الحاضرين الذين حولوا الشكل التعبيري الفيلالي الى ترجمان ورسائل غير مشفرة لكل المتتبعين مفادها ان أنماط التعبير في الاغنية هي صور المجتمع المؤسس على ثقافة التسامح ولا عيار للغة ولا للون ولا للانتماء العرقي في الاعراس حيث وحد الفن جميع الحاضرين في "نوطات " وغناء وحركات أدهشت الذي يتصنعون في الفن ويمتطون سفن الغربة والاغتراب من اجل الشهرة المصطنعة.
فلا ديكور في الاغنية ولا آلات عالمية ولا موزع ولا ضابط ايقاع ...وحققت البوز " فتهاتفت "الرديوهات "على يونس وعلى غنائه وبساطته التي حولت المتعة الفنية الى ترميم للذاكرة الفردية والجماعية وأعلت من المجتمع الواحي واوصلت رسائله التي تحمل قيما وعادات وتقاليد ومعتقدات المنطقة لكل المتتبعين.
الاغنية هي ارتباط بالبيئة وسفر عبر الفضاء المجهول الشاسع ،فيها عبق روح الصحراء وواحة النخيل وما تجود به من عطاء واباء وشموخ وانفة وهي الخصال التي تربى عليها المجتمع في درعة تافيلالت و لن يحس بوقعها و بقيمتها الا من عاش الاعراس الجماعية فوق السطوح بالقصور التقليدية التي لا يحتاج فيها اي شخص للدعوة من اجل الحضور فالكل مدعو بما يجود به اهل العرس ولا على الشفاه الا مرحبا والكل يرقص في تناغم على ايقاعات البلدي حتى اذان الصبح.
الاغنية حققت ما حققت من شهرة بفضل صفحات فيسبوكية ومواقع الكترونية بالجنوب الشرقي و" لبرطاج " من ابناء المنطقة الذين لهم غيره لا مثيل لها على جهتهم ،وقد اعلوا من شان يونس بولماني كما اعلى اهالي زاكورة من شأن الفنان باسو فحقق كل منهما التفوق ،وعلى الجهات المعنية ان تعيد النظر في طريقة الترويج للبلاد وللقيم الوطنية فالبسيط خلق الغريب والاصيل صنع الحدث وزاد الجهة شهرة وعلوا وارتباطا بالقيم الوطنية .
الاغنية البلدية " حتى لقيت اللي تبغيني " في بساطتها قامت على الاداء الجماعي الذي يمثل قاعدة اساسية لكثير من الاشكال التعبيرية الشعبية ومظاهرها الاحتفالية بتافيلالت في توازن وانسجام ، من خلال العروض الاحتفالية الجماعية لتقديم الصورة المثلى للذوق الفيلالي في بنيته الثقافية واليكم من جديد الاغنية.