لحسن اوهرى
عرف 'اغرم نوگديم جماعة حصيا التابع ترابيا لاقليم تنغير الاسبوع الماضي ، حدثا مميزا ، ما سماه المنظمون ب صدقة او " الباروك '' آيت اوگديم وهي واحدة من أبرز التقاليد الثقافية والاجتماعية، التي تشتهر بها الساكنة بالجنوب الشرقي المغربي.وهي مظهر من مظاهر التكافل والتآزر الاجتماعي المتجذرة في عمق المجتمع الواحي و إحياء لروابط القبيلة وتعزيز الهوية الجماعية..
الصدقة تحمل بُعداً دينياً واجتماعيا ونفسيا بنية الدعاء والشفقة وطلب الرحمة للآباء والأجداد، والبركة لجلب الأرزاق، مرفوقة بقراءة القرآن الكريم ، وتوزيع الطعام على الحضور في جو يسوده الاحتفاء والاحترام..
صدقة ايت أوگديم لها بعد روحي ايضا مبني على التضامن الجماعي بين أبناء القبيلة من داخل الوطن و خارجه وجمع شمل العائلات والأسر من مختلف المناطق وتجديد العهد بين فخذة القبيلة وأصولها .
الصدقة أوالباروك واللقاء ايضا كان بمناسبة فك العزلة عن إغرم ببدء مشروع تهيئة و تعبيد الطريق نحو البلدة حتى يسهل التنقل وبشكل سريع وربطه بالطريق الاقليمية رقم 7108 التي تربط اقليمي زاكورة و تنغير على مسافة تقدر ب 945 مترا . وهو الحلم الذي راود الساكنة منذ سنين وتحقق من خلال اطلاق الحكومة برنامجا تنمويا لإعادة تأهيل المناطق المتضررة من الفيضانات في الجنوب الشرقي للمملكة، بسبب التساقطات المطرية الغزيرة والاستثنائية التي عرفتها هذه المناطق اواخر سنة 2024.
وفي اطار هذا البرنامج و الذي يروم إعادة تأهيل و اصلاح البنية التحتية الطرقية بدواوير باقليم تنغير استفاد إغرم نوگدبم من هذا المشروع الطموح الذي انطلق مؤخرا.
الساكنة اجتمعت على الصدقة وأبْريد ن لْخير وهما معا حدثان ميزا اللقاء باقصى الجنوب الشرقي وسيقويان الروابط الأسرية والعائلية وهي المناسبة التي ستبقى موشومة بذاكرة الشباب والشيوخ بالمنطقة تقوية لاواصر العلاقات الاجتماعية بذات المكان.
المناسبة تميزت بحضور جميع ساكنة القصر و ابناء البلدة المستقرين بعدد من مدن المملكة و الجالية المقيمة بالخارج وعدد من أعيان ومنتخبي دائرة ألنيف و تميز بالقاء كلمات تمحور جلها في تقديم الشكرالجزيل لكل من ساهم في اخراج مشروع انجاز و تهيئة هذا الطريق الى حيز التنفيد خاصة عامل اقليم تنغير و قائد قيادة حصيا و رئيس الجماعة .


.jpg)
