جديد انفو - متابعة
وجهت السيدة يطو بن عثنى (63 سنة)التي تسكن مركز النيف و هي مصابة بسرطان الثدي طلبا لرئيس جهة درعة تافيلالت قصد إنشاء مركز للأنكلوجيا بأحد أقاليم الجهة الخمس للمساعدة على الكشف المبكر عن هذا المرض الخبيث واستقبال ومعالجة مرضى السرطان .و اليكم نص الرسالة :
أتوجه إليكم بهذه الرسالة / الطلب، بدون أية خلفية سياسية أو إيديولوجية لأنني وببساطة، لا أفقه شيئا في هذه الأمور، إلا ما جبلت عليه بين أهلي البسطاء، من أشغال منزلية، وفلح الأرض. أخاطبكم سيدي، لأنكم المسئول الأول عن جهتنا (درعة تافيلالت)، ولأنني امرأة تنتمي إلى هذه الجهة، عانت كثيرا بسبب المرض الخبيث الذي كثر مؤخرا في أوساط النساء.
أنا يطو بنعتنى من ساكنة النيف المركز.عمري 63 سنة، أرملة وأم لتسعة أطفال، أومن بالقدر ؛ خيره و شره. اكتشفت، قبل حول مضى، ورما صغيرا في ثديي، وكأغلب نساء المنطقة، حيث يسود الجهل والتربية التقليدية المحافظة، لم يكن بمكنتي إخبار أحد أو إطلاعه على سري، بدافع الحياء والخجل، وظنا مني بأن الامر لا يتجاوز حبة ستختفي بعد زمن، إلى أن شرع الورم يكبر ويتضخم، فانتفضت على تستري، وغالبت حيائي وخجلي، وأخبرت أهلي، وبخاصة أبنائي الذين أخذوني إلى الطبيب الخصوصي الوحيد في النيف، و بعد فحص أولي، تبين له ان الأمر يستدعي ىإجراء فحوصات أخرى و كشف الماموغرافية. وهنا المشكلة، أو ما يوسم بمربط الفرس،سيدي؛ فالطبيب كتب لنا رسالة وطلب منا الذهاب إما إلى ورززات أو الرشيدية لإجراء الفحوصات، لأن إقليمنا البئيس لا يتوفر على هذا النوع من الآلات. ولظروف عائلية اخترنا ورزازات قاصدين طبيب قريب من العائلة، وبعد قراءة رسالة الأول ومعاينة الحالة، طلب منا التوجه فورا الى مدينة مراكش لإجراء فحص آخر لا يمكن القيام به بورززات، لعدم توفر الأجهزة (على الاقل في ذلك الوقت). هنا بدأ الياس يتسرب إلى أعماقي. أي مرض هذا الذي لم يستطع أحد تشخيصه في إقليمين؟ وكيف تفتقر كل هذه المستشفيات والمصحات؛ العمومية منها والخصوصية، إلى أجهزة للكشف، فما بالك بالعلاج؟ انطلقنا فور خروجنا من عيادة الطبيب و بدون تردد صوب مراكش، وصلنا تمام الساعة الرابعة زوالا أمام باب المستشفى الكبير.حاولنا إيجاد من يرشدنا، أو، يدلنا على الأقل،ع لى من باستطاعته أن يقدم لنا أبسط المساعدة، فما بالك بالتشخيص أو العلاج، وانصرفنا من هناك بخفي حنين، كما يقال، وقصدنا عيادة خاصة حيث أرشدنا الى جمعية ادعت أنها ستتدخل لأجلنا، وتتوسط بغاية تخفيض فاتورة الفحوصات ومعاينة الطبيب المختص. بعد إجراء مجموعة من الفحوصات بالأشعة ومعاينة الطبيب تبين مع الآسف، أن الأمر يستدعي إجراء "بيوبسي"، وهذا ما قمنا به في عيادة خاصة أخرى، وتم إرسال العينة الى المختبر لنكتشف ان النتائج إيجابية و ان المرض هو فعلا ورم لسرطان الثدي و ان الامر يستدعي بترا كليا للثدي لتفادي انتشاره في باقي الجسم. قمنا بعملية تانية في ظرف أسبوع ليكون ذلك بداية لمسلسل طويل من المعاناة مع حصص التداوي الكيميائي و الاشعاعي و التي تتطلب في كل مرة التنقل لمسافة لا تقل عن 500 كيلومتر عبر طريق ملتوية و جبلية تعرفها جيدا.
سيدي الرئيس بعد كل ما عانيته و بقدر ما أحمد الله كثيرا على ما ابتليت به، وعلى وجود عائلتي و أولادي إلى جانبي و تحملهم للمصاريف الكثيرة جدا، بقدر ما أشفقت و تحسرت كثيرا على حالة بعض المرضى مثلي ذوي حالات اجتماعية ضعيفة لم يجدوا مالا لتغطية تلك المصاريف. سيدي، كثيرا ما التقيت في غرفة الانتظار بنساء أخريات ورجال ينحدرن من أقاليم جهتك. ما جعلني أكتشف مع الأسف انني لست الوحيدة حيث تعاني مئات السيدات موزعات على الأقاليم الخمسة، و اكتشفت أيضا أنهن يضطرن إلى التنقل لمتابعة علاجهن و تشخيص حالاتهن الى مدن الرباط و وجدة و فاس ومكناس و أكادير و مراكش، تلك المدن المنعم عليها، والتي تتوفر على مراكز للانكولوجيا. كما أخبرني أولادي سيدي أن مدينة الحسيمة أصبحت بدورها تتوفر على هذا المركز منذ الأحداث الاخيرة، وأن نضالاتهم هي السبب في التعجيل بذلك، وأمام تجربتي المريرة في المعاناة مع المرض والتنقل وإجراء الفحوصات، تيقنت أن أهل الحسيمة كانوا على صواب في نضالاتهم. سيدي اكتشفت ايضا أن بطاقة راميد لا تصلح لشيء عندما تنعدم المستشفيات، و ان امر تجديدها في بلدتي يتطلب على الاقل خمس اشهر علما ان مدة صلاحيتها هو عام واحد ،و أن المرضى بهذا المرض لا يحتملون الحصول على مواعيد أو تغييرها لعدم توفر الدواء أو إضراب الأطباء أو أي سبب آخر يؤدي إلى حرمانهم من حصصهم، او..او...
سيدي أودأن أطرح عليكم هذه المسألة؛ أليس من إولى الأولويات ان تعملوا على إنشاء مركز للانكولوجيا يعفي مرضى جهتكم من تلك المعاناة والتي تساهم في استسلام كثير من المرضى للمرض مكرهين ؟ أمأن جهتكم لا تتوفر على أمثال الذين يمكنهم، ويستطيعون التضحية، من أجل إخوانهم وأخواتهم وأمهاتهم.. ببعض سنوات عمرهم في سجن عكاشة كما فعل أبناء الحسيمة؟
سيدي خلاصة قولي اتوسل اليكم و الى جميع المسؤولين ان تنظروا بعين العطف الى ساكنة هذه البقعة المنسية و تنقدوا ما يمكن إنقاذه وذلك بالتعجيل ببناء مركز للأنكلوجيا في أحد أقاليم جهتكم؛ يستطيع استقبال مرضى السرطان تحفظون بذلك ارواحهم و كرامتهم و رزقهم.
و في انتظار جوابكم ادعو الله ان يشفيني ويشفي كل مريض "فالهم اشف أنت الشافي لا شفاء الا شفاءك شفاء لا يغادر سقما"وسأكون رهن إشارتكم لمعلومات أوضح على الهاتف 0671079015.
و تقبلوا سيدي فائق التقدير و الاحترام.