محسن الاكرمين - مكناس / جديد انفو

هي خمس مقولات موجهة بالتقسيط افتتح بها السيد عبد الله بوانو ندوة ما بعد دورة يوليوز الاستثنائية، مقولات مرصودة للتوضيح والبيان دون دفوعات شكلية تبريرية عن عمل المجلس.

المقولة الأولى حين قيم الرئيس نتائج الدورة وعدد النقاط التي نالت الإجماع والأخرى التي تم التصويت عليها بالأغلبية، فضلا عن النقاط التي تم إرجاؤها إلى دورة لاحقة. المهم في هذه المقولة التي خرج بها السيد عبد الله بوانو للجسم الإعلامي ايجابية الحصيلة وتحقيق الهدف من الدعوة إلى دورة الاستثناء.

أما فحوى المقولة الثانية، فقد نالت التحليل بالإفاضة، وهي قضية عمال وعاملات سيكوميك. حيث أكد السيد الرئيس أن مرض تسريح العمال بدأ يتشكل بمكناس كالوباء ويتسع، وبدأ التخوف من خلق تراكم عددي في قفل مجموعة من الوحدات الصناعية، هنا تم استدراك الوقت الميت وخلق حدث قرار الحل، من خلال معالجة جماعية شمولية اقتضت أخيرا تدخل مجلس الجماعة كطرف داعم لاسترجاع كراسي العمال، وهو القرار الصائب والحكيم يقول الرئيس، دعم مالي مقسط موجه بالتمام إلى العمال عبر ضمانات واضحة، وبحماية موثقة لكل المتدخلين في شأن تدبير الخلافات الجماعية، هو "دعم لن نستخف به ولن نقلل من قيمته، بل هو وجه الصواب في ضمان استقرار اجتماعي بالمدينة".

فيما بقيت نقطة البعد الاجتماعي من دعم وإعادة تشغيل المعمل حاضرة في المقولة الثالثة، حين أكد الرئيس أن الدعم المقدم لمعمل سوكوميك هو سبق أولي، والتخوف استحضره حين عرج بالاستثناء على مخصصات الدعم الموجهة للعمال بالأساس، وطمأن الرئيس كل رؤساء الجماعات بنفس العمالة والجهة والوطن على أن باب فتح نار جهنم على الجماعات بالقياس على اتفاقية الشراكة وتحويل الدعم لكل معمل لاقى صعوبات مالية، لن يكون ذا جدوى مادام لكل منطقة ومدينة خاصياتها المميزة.

الآن وصل الرئيس في مداخلته الافتتاحية إلى المقولة الرابعة و التي تخص دعم جمعيات المجتمع المدني حيث أخرج قوله من المشفر إلى الواضح الفاضح، حين أقر أن التحايل في نيل الدعم لازال قائما، وأن معايير تحديد سقف الدعم لازالت يحتاج إلى تصويبات وتعديلات تحمي المال العام من التبذير، وأن الجماعة ستخلق لجنة لتتبع مشاريع الجمعيات التي نالت حصصا من الدعم ، والافتحاص لمخصصات المال العام، وأن الدعم هو حق للجمعيات ولكن من حق مجلس الجماعة تتبع مسارات صرف الدعم، وأن القسم الثقافي بالجماعة سيقوم بتحيين دفتر معايير تحملات الدعم الموجه للجمعيات لاحقا لتجاوز كل الفجوات الاحتيالية.

وللإحاطة الكاشفة والتي كررها رئيس المجلس أكثر من مرة، حين عرج إلى موجهات الدعم المخصص بالأساس للجمعيات الرياضية، فقد أقر أن الأمر تمت استشارة مكتب مكناس للجمعية المغربية للصحافة الرياضية فيه،  وستتخذ الجماعة في الأمر إجراءات بديلة لنيل حصص الدعم، أما فيما يخص فريق النادي المكناسي لكرة القدم فقد كان جوابه شافيا و بالحزم حيث أكد أنه شخصيا "سيكون له رأي في رئيس المكتب المنتخب، وفي برنامج الاشتغال، وفي التدبير المالي لمنح الدعم الرياضي المقدم من قبل الجماعة".

فيما كان للمقولة الخامسة في الندوة و الأخيرة وقفة تأمل جريئة، والتي توقف فيها رئيس المجلس مطولا،  فقد وسع الحديث فيها عبر بوابات مضبوطة. حيث حدد في الموجه الأول الحلول الإجرائية لحل إشكاليات شح تواجد المقابر لكل من (الزرهونية/ البساتين/ سيدي بوزكري). أما في الموجه الثاني فقد اعترف بالتقصير الحاصل في تحرير الملك العام. أما في الموجه الثالث فقد أشار إلى التراجع عن فكرة فتح الطريق الممتدة من ساحة الهديم إلى مدارة ثلث فحول، وأشار إلى ضرورة إعادة التفكير في التنصيص على الوظائف المتكاملة لساحة الهديم  التراثية وتعيين محافظ مشرف على تدبير الساحة. واستنكر بالتمام احتلال الملك العام بها، والتقصير المشترك في تحريره من قبل رئاسة المجلس في مجال ممارسة اختصاصات الشرطة الإدارية والسلطة المحلية . فيما الموجه الرابع فكان في وضعية الإنارة الليلية غير الجيدة والمنعدمة في بعض نقاط من المدينة والتي ستجد حلا من خلال التفكير في تغيير نمط التدبير نحو خلق شركة تتبع الإنارة. أما الموجه الخامس فهي البشرى التي تكررت غير ما مرة في التنفيس عن الطرق الداخلية بالمدينة من سيولة السير والجولان عبر خلق أجنحة طرقية ومحاور جديدة تغني وسط المدينة من الاكتظاظ. وقد فصل القول في هذا الموجه كذلك عن الإصلاحات التي تعرفها طرق المدينة، وأكد أن من حق مكناس أن تنال حقها من المال العام، وتساءل عن دواعي غياب دعم الدولة مادامت مدن أقل عددا من سكان مكناس و من حركة اقتصادها قد نالت دعم الدولة المالي بسخاء.

هي مكناس يقول السيد عبد الله بوانو التي لا ينبغي أن نبخس حركة تنميتها التفاعلية، هي مكناس التي تستحق العناية بها كمدينة عتيقة تستوطن أكثر من 17% من المآثر الحضارية، هي مكناس التي تستوجب الترافع عنها بصدق من قبل الجميع. بهذا انتهت الندوة وصدق القول في المكاشفة وسعة صدر رئيس المجلس الجماعي بمكناس .