أحمد بيضي
ما تزال قضية ما بات يعرف ب “التشهير بزبناء سوق ممتازة بمكناس” ترخي بأزمتها على الشارع العام، إذ بعد مسلسل الأشكال الاحتجاجية التي تم تنفيذها من طرف “التحالف المدني لحقوق الإنسان”، وليس آخرها وقفة مساء الخميس 12 يوليوز 2018، قرر المكتب الوطني للتحالف، خلال الندوة الصحافية التي عقدها بمقره المركزي، عشية الاثنين 16 يوليوز 2018، التصعيد في وتيرة الأشكال النضالية ضد شركة السوق الممتازة (كارفور)، المتواجدة بالمدينة الجديدة مكناس، وذلك بتنظيم وقفة احتجاجية، مصحوبة بمسيرة شعبية، يوم الجمعة 20 يوليوز 2018، بمحيط السوق المشار إليها، ولم يفت ذات التحالف المدني، عقب الندوة الصحفية، إطلاع الحاضرين على آخر مستجدات القضية، والخطوات النضالية التي تم تسطيرها والمزمع خوضها.
ويأتي هذا الحراك الاحتجاجي، ردا على “تورط” السوق المذكورة في عملية نشر صورة مواطنين على موقع للتواصل الاجتماعي، دون موافقتهما ولا علمهما، واستخدامها في أغراض تجارية، ويتعلق الأمر بشاب وشابة كانا يتسوقان داخل السوق المذكورة، فالتقطتهما كاميرا المراقبة ووضع صورتهما على “الفايسبوك”، حيث قام الشاب (ت. خ) بإنجاز محضر معاينة أرفقه بشكايته المقدمة للقضاء، مستندا لمفوض قضائي الذي أكد “أن مكان الصورة يقع فعلا بداخل السوق الممتازة”، قبل دخول “التحالف المدني لحقوق الإنسان” على الخط كطرف حقوقي مدافع عن حماية الحياة الخاصة من انتهاكات الخصوصية، وهو ما أكده الرئيس الوطني للتحالف، عبد الرحمان بن دياب.
وصلة بالموضوع، لم يتوقف التحالف الحقوقي، عن تنظيم سلسلة من اللقاءات والندوات بمقره المركزي، دعا إليها مختلف الفاعلين الجمعويين والإعلاميين والحقوقيين، في سبيل وضع الرأي العام الوطني في صلب ملف القضية، إن على المستوى القانوني، لاجتماعي أو الحقوقي، انطلاقا من عدم الأحقية بتصوير شخص أو الاحتفاظ بصورته من دون إذن منه، وعلاقة ذلك بالانتهاكات السافرة للخصوصية، وما يترتب عنها من إجراءات وعقوبات قانونية في حق مستخدمي الصورة عبر شبكات الإنترنت، الصحافة المكتوبة أو المرئية، والوسائط المتعددة، دون موافقة صاحبها الذي له الحق الكامل والمشروع في التشكي والاعتراض على نشر صورته باعتبار ذلك مساسا بحياته الخاصة واعتداء على خصوصيته، كما يعتبرها المشرع جرائم يعاقب عليها القانون.