أحمد بيضي - خنيفرة / جديد انفو

خلف “حريق مقبرة كهف النسور”، بإقليم خنيفرة، استياء واستنكارا عميقين بين أوساط المواطنين الذين حجوا للمقبرة من أجل معاينة قبور ذويهم المتوفين، حيث تسببت ألسنة النيران في التهام عدد كبير من القبور في مشهد مثير للامتعاض، والتي لم تكن بفعل مجهول بل حدثت بفعل “متطوعين” منخرطين في حملة لتنظيف المقبرة، اقترحوا على أنفسهم، في فكرة سيئة ومتهورة، التخلص سريعا من الحشائش والأعشاب اليابسة بواسطة النار، غير أن ألسنة اللهب امتدت إلى مساحات واسعة من المقبرة، بمساعدة ارتفاع درجة الحرارة، ولم يتمكن أي أحد من السيطرة عليها، قبل أن تتدخّل عناصر الإطفاء وتخمدها.

ووفق مصادرنا من عائلات الموتى، فإن كارثة الحريق أتت على عدد كبير من أسماء موتاهم، المكتوبة أو المنقوشة على اللوحات الموضوعة فوق القبور، كما أخفت الكثير من الشواهد والمعالم والأثار، وحولت المقبرة الى رماد، الأمر الذي وصفته العائلات المذكورة ب “جريمة حقيقية”، مطالبة من الجهات المسؤولة والسلطات المحلية التدخل لفتح تحقيق في الموضوع وتحديد المسؤوليات وراء الاثار المؤسفة.

وبينما لمح أحد المواطنين لوجود تحركات خفية تسعى إلى “طمس القضية”، واحتواء قلق عائلات الموتى ب “التبريرات” و”المساعي الحميدة”، اكتفى أحد “المعنيين بالحريق”، في تصريح عفوي، قائلا ب “أن أحد الفقهاء أجاز لهم القيام بإضرام النار في المقبرة”، ما حمل أحد المعلقين للرد عليه بعبارة ساخرة: “يبدو أن الفقيه أراد تهديد الموتى بجهنم قبل الآخرة”، في حين تحدث الشارع عن مواطن اختار وقت الصلاة، بأحد المساجد، لاستنكار “واقعة المقبرة” فتم تهديده بالقضاء، وبينما لم تسمح الظروف بالإنصات لرأي الجمعية التي دعت إلى تنظيف المقبرة، ما تزال “نازلة الحريق” مرشحة لتفاعلات لا أحد يتكهن بنتائجها.