زايد جرو – الرشيدية / جديد انفو

تختلف درجة الاحتفال عند المغاربة  برأس السنتين الهجرية والميلادية، وتختلف الكيفية أيضا  كما تختلف الاحتياطات الأمنية التي تتخذها  أجهزة الدولة ضمانا لسلامة المواطنين وتأمين الأماكن الحساسة التي يقبل عليها السياح في مثل هذه المناسبات.

في السنة الميلادية يكثر الإقبال على المحلات التجارية  الفخمة لاقتناء الهدايا، كل حسب طاقته، وكل حسب وجهه ودرجة مكانته عند الآخر لارتباط المناسبة بالحياة المستقبلية  والمتمنيات  الحسنة الآتية، وهو الاعتقاد المشاع  بين كافة الناس حيث يكثر التباهي  وتبادل الصور الفتوغرافية بشتى الأنواع والمواصفات  والصور الشعرية  بشتى التعابير المجازية  الممقوتة المبالغ في تركيبها حتى  كادت  تنقلب ذما  جهلا  باستعمالها في غير المتداول من اللغة، وأشكال الورود وساعات الأيادي الباهظة الثمن  والخواتم  والعطور ب"ماركاتها " وروابط العنق والأحذية والهواتف الذكية ومما يستحيي الإنسان من ذكره .... وشرب الماء المعلب من "الماركات "العالية فتكثر الحوادث وتمر الليلة في جو هادئ وغير هادئ والكل فرح بمختلف حلويات العجين و "لكريمات" المرسومة عليها القلوب المطعونة بالسهام .. والحلويات الاخرى ايضا من مختلف الأعمار البشرية التي تتقن كل الأشياء.

مطلع السنة الهجرية اليوم الثلاثاء وأغلب الناس لا تعرف حتى  السنة الميلادية وعدد سنواتها  وعند السؤال كم السنة الهجرية اليوم يختلط العد  والخلط بين السنتين، اما تخليدها فغالبا لا يتم الا بشكل رسمي في المساجد وتختلف فيها المواقف بين من يعتبرها مناسبة حقيقية  جديرة بالاهتمام باستحضار أهم  الأحداث الدينية  والتاريخية الماضية واستقبال سنة جديدة مأمولٍ فيها الأحسن والأفضل، وبين من يعتبرها مجرد ذكرى عابرة لا تفيد أكثر من نهاية عام وقدوم آخر، والاحتفال عند المغاربة في المدن العتيقة غالبا ما يتم بشراء التمر والجوز واللوز واالزبيب  والتين المجفف والكسكس .. لتقديمها لبعض الضيوف القليلة الطائشة التي رمت بها  أقدامها ونتف عاداتها المتبقية لدق أبواب الأقرباء.

المقتنيات في الاحتفال برأس السنتين الميلادية والهجرية تختلف :  السنة الميلادية ( الهدايا والورود  والعطور والنبيذ والهواتف ... بالمحلات التجارية الفخمة) والسنة الهجرية يتم الاحتفال بتقديم (التمر والجوز واللوز واالزبيب  والتين المجفف ..بمحلات العطارين )  والتقابل بين المقتنيات هو تقابل بين  ثقافتين مختلفتين  وتربيتين  متباينتين في بلد واحد يعيش شعبه الانفصام يصعب على المحلل النفسي ايجاد  الدواء السريري القمين لعلاج  ظواهره.

المغاربة " المداويخ "  تاهوا حقا بين  تربية أصيلة  بها ساد اجدادهم ونقلوها بالتجربة  والخبرة  لأبنائهم  وبين ثقافة دخيلة غريبة الطبع ويصعب التطبع بها  اعتقادا من  روادها  بأنها تحديث للمجتمع والأمر شبيه وقريب الى حد ما  بين ما هو سائد الآن من جدل وجدال  في الجانب التربوي بين ما يجب نقله للأجيال الحالية : هل يجب نقل  الأصيل  بلغة عربية قادرة على نقل التراث العربي الإنسي، وتحقيق التواصل بين أفراد المجتمع، بنقل المعارف  القديمة والحديثة، كما كان شأنها في الماضي او التخلي عنها لأنها متجاوزة وعقيمة ومتخلفة واعتماد رؤيا تربوية جديدة بتوظيف لعب لغوي يستند على ثقافة" البغرير  ولبريوات ..."تحت مبررات رؤيا "بيداغوجية صرفة " ... فالانتماء  إلى المغرب وثقافته الشفوية شيء والانتماء إلى الموروث الثقافي العربي المشترك شيء آخر، وتم الخلط  بين الدراجة المغربية المنغلقة على الذات وبين  اللغتين اللتين اقرهما الدستور هما  العربية والامازيغية في  مشروع القانون الإطار ذي الصلة بالمرجعية الأعلى للدستور وللرؤية الاستراتيجية  لإصلاح منظومة التربية والتكوين .