زايد جرو - الرشيدية / جديد انفو

رجال التعليم بكل المؤسسات التعليمية التأهيلية بالمغرب  شرعوا في تنفيذ وتنزيل برامج  المقررات الدراسية بدءا من الأسبوع الأول من شهر شتنبر الجاري، البداية صعبة بالطبع  لأنها فترة انتقالية  من زمن لزمن ،ومن مهمة لمهمة، ومن عادات تحكمها الفوضى في تدبير الزمن  طيلة فترة الصيف الى مرحلة تتطلب التحكم في شد الحبل من كل الجوانب ، ووضع الاعتبارات لكل شيء في زمن يعرف فيه الحقل التربوي مخاضا تربويا  مقلقا بين المنظرين على رأس الهرم  والقواعد المنفذة والمنزلة للبرامج التعليمية.

التقارب والتباعد  بين المربين  والإدارة التربوية عادة ما يتأسس في المؤسسات  منذ اللحظات الأولى من الموسم الدراسي بناء على معطيات قبلية ماضية  او بناء على معطيات آنية يطبعها التودد والتقرب ولو تزلفا، لتمضي السنة كما مضت سنوات من قبل في اجترار ممقوت في وسط  تربوي مشحون بالمتناقضات بين متعلمين خبروا الحقوق ورغبوا عن ربطها بالواجب والكل يطلب من  الله ان يمر ما تبقى من العمل على خير حتى يحل التقاعد النسبي اذا لم يتم حذفه او تعديل بعض بنوده لاحقا.

مدرسو اللغة الإسبانية في أغلب المؤسسات التعليمية  التأهيلية  يعيشون انكسارا نفسيا حيث اختاروا شعبة ومسلكا وسموا  فيه مستقبلا وانفتاحا على ثقافة قريبة من المجتمع المغربي  بالتجاور، فتكونوا وكونوا جيلا رحل منهم الكثير ليتعايش مع ثقافة اسبانية  بين أحضان دولة كانت الى عهد قريب تابعة  لحكم  العرب والمغاربة بالأندلس ،ولا يمكن ان ينكر ذاك التعايش إلا جاهل بالتاريخ المشترك الذي فاق في الزمن  ثماني قرون ، وما زال ذاك التاريخ مستمرا بأشكال أخرى حيث تحتضن الجارة اسبانيا  حاليا جيوشا من المهاجرين المغاربة والعرب .

التاريخ المشترك دعامة قوية لتكون اللغة الاسبانية اولى من اللغة الانجليزية في المقررات للمصالح المشتركة بين البلدين، وليكون مدرس اللغة الإسبانية فاعلا قويا في المنظومة التربوية  لتلقين التاريخ المشترك بالمؤسسات التعلمية ،لكن العكس ما يلاحظه المتتبعون والمدرسون انفسهم لهذه اللغة  ولهذه الثقافة  الذين يستغربون من الصمت  تجاه الوضع الاعتباري لهذه اللغة  مقارنة باللغة الفرنسية والانجليزية وهو صمت  محرج زاد من معاناتهم ،  فأغلبهم دون مهمة وان حصلت المهمة بالصدفة فعدد المتعلمين قليل يزيد المدرس إحباطا  وانكسارا..

مدرسو اللغة الاسبانية في وضعية مقلقة حقا وربما  سيدخلون" الأرشفة" اما بتكليفهم بمهام أخرى أو بدون حقيبة  او جوالين يزورون المؤسسات للذكرى  او للاطلاع على ما استجد لقضاء بعض الوقت في وضعية نفسية  متخوفة  من الآتي في ظل انسداد الافق الذي سينتقل طبعا  بالإرث للذين اختاروا هذه اللغة من المتعلمين لبناء  مستقبل تربوي حالم.

اللغة الاسبانية من الأولى ان تدرس في الإعدادي بدل الإنجليزية  التي ما زال البعض يعتقد انها لغة العلم والتحضر، فلا يمكن ان تستمر اتفاقيات التعاون في الاقتصاد والثقافة والعلم بتهميش  هذه اللغة فما فائدة الانفاق على الطلبة في التكوين والمستقبل نعيشه حاليا ؟ وما حظ  هذه اللغة في الرؤية الاستراتيجية للإصلاح ؟.

اساتذة اللغة الاسبانية في معظم المؤسسات التعليمية التأهيلية يطرحون اسئلة حارقة  على  مستقبل هذه اللغة  لغيرتهم على مادتهم من جهة ،ويرفعون هذه الأسئلة  للمسؤولين على الشأن التربوي لإيجاد مقاربة جديدة للوضع الاعتباري لهذه اللغة حفاظا على القواسم المشترك بين البلدين والناطقين بها واحتراما للتاريخ ايضا  لرد الاعتبار للمدرسين وطلبة  اختاروا هذه اللغة لأنها من بين اللغات المقررة التي تم اختيارها للتكوين و التدريس مستقبلا فما يحصلُ للإسبانيَّة في الوقت الراهن ليس فشلا فقط  بقدر ما يشكل الأمر موتا فظيعا  وسط غياب ما ينبئ بمستقبل  آمن لها .