زايد جرو- جديد انفو

تداول رواد التواصل الاجتماعي والتطبيقات السريعة صورة للبراح أو ' أبرّاح ' باللغة الأمازيغية يخبر فيها الحاضر والغائب  بأن رجال التعليم ستنتفخ جيوبهم ب 3000 درهم ابتداء من شهر أبريل الجاري  ناهيك عن تعويضات أخرى آتية في الطريق ويجهلون زمن وصولها  وصرفها إذا سلمت مركبتها من الأعطاب المفاجئة ويتعلق الأمر بتعويض 500 درهم والرتبة إذا بقيت في رتبتها ولم تنحدر مرتبتها .

البراح ينادي بصوته الجهوري الأجش  ' واعباد الله ما تسمعو غي الخير إن شاء الله، رجال ونساء التعليم  ،غا يزيدوهوم 60 الف ريال في شهر 4 ' ،ذكرتني العبارة والصوت ببلدتي العتيقة حين كان البراح  يجوب الأزقة المظلمة مناديا : 'واعباد الله ما تسمعوا إلا خير إن شاء الله تيكول ليكم سيدي لخليفة غدا إن شاء الله خرجو ضربوا الكرفي على حد الصايم والحاضر إبلغ الغايب ' ويظل ينتقل من درب لدرب حتى يجف حلقه و' يتقطع نعله' وقد تكون مهمته بالأداء أو فقظ أن يرضىى عليه سيده لخليفة.

البراح فضح رجال ونساء التعليم بالزيادة التي لم تأت بعد عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية وحتى المتعلمين والمتعلمات يرردون ' غا يبرعوا الأساتذة هاد الشهر' ب 3000 درهم معتقدين ومعتقدات بأنها زيادة في كل شهر.

الكثير من رجال ونساء  التعليم يرددون  بدورهم وبدورهن مع التركيز على ( هن) حتى لا ننسى نون التوكيد النسوية ' يقول الجميع ' فضحونا بهاد الزيادة' وكل له تأويلاته والذي يجمع الآراء كلها  أن الكثير من القطاعات تعرف زيادات سمينة لكن ' تحت تحت  حتى جن لكحل لا يعرفها '  وتمر' حسي مسي'  لكن المعلم المسكين تابعها 'التابعة ' ولم  يقضوا حوائجه بالكتمان ..المعلم الذي يظل متجولا متنقلا بين الحروف وبين كراسات تلامذته في أعالي الجبال والسهول والهضاب يفرك الحرف وعمش العين ويحسب النقط - في الوفت الذي يحسب فيه آخرون الملايين- يستحق حقا ويستحق التشريف ' غي بعدوا عليه شويا أعباد الله خلوه في التقار الله ارحم الوالدين.' الله كرمه بعلمه وبصبره وبقناعته وقد جرب الجميع مهمته أيام كورونا وأيام الإضرابات.

البراح  سيعود اذا تقررت تسوية ما تبقى من الملفات والأكيد أنه لن يعود حين إصلاح التقاعد الذي ينتظر الجميع مخرجاته والله إدير الخير.

وللتذكير فالبرّاح" يعتبر مصدرا موثوقا وموروثا ثقافيا ضاربا في التاريخ، حيث جاء في كتاب "معلمة المغرب” بأن "البرّاح كان يجوب الأزقة والأماكن العمومية ليعلن ما جدّ من الأحداث العامة منها والمحلية، وما يتخذه المخزن أو مجلس القبيلة أو الهيئة الحضرية من القرارات والمواقف، كما يعلن أحيانا عن حاجات الأسر والأفراد ومهنة البرّاح لم تكن لمن هب ودب، فكان يتم اختياره بعناية، وتكون لديه مواصفات خاصة، فيكون لديه صوته جهوري واللباقة في الكلام والقبول و حسن التصرف.