أحمد بيضي - ميدلت / جديد انفو

أصيب 5 أشخاص، على الأقل، بجروح متفاوتة الخطورة، في اشتباك عنيف بالحجارة والعصي، اندلع، فجر الأربعاء 3 أكتوبر 2018، بين قبيلتي أيت موسى (التابعة لجماعة أكديم) وأيت فضولي (التابعة لجماعة أنمزي)، بإقليم ميدلت، ما كان طبيعيا أن ينذر باحتقان خطير وانفلات لا أحد يستطيع التكهن بعواقبه، ذلك قبل انتقال عدة عناصر من القوات العمومية إلى مسرح الأحداث لاحتواء الموقف الذي كاد أن يتسبب في سقوط قتلى، وقد تم نقل الجرحى صوب المستشفى الجهوي بالراشدية لتلقي العلاجات والاسعافات الضرورية، في حين تم منع تصوير الواقعة، وما تخللها من عنف وعويل وبكاء، اللهم بعض الفاعلين المحليين الذي حاولوا التصوير عن بعد.

وتفيد مصادرنا من عين المكان، أن الأحداث جاءت نتيجة فشل جميع الحلول التي تم الاتفاق عليها في جلسات صلح، بحضور أطراف من ذوي المساعي الحميدة، لأجل حل النزاع القائم بين القبيلتين حول مواقع الرعي، حيث لم تدم فترة الهدنة طويلا، لتدلع المواجهات مجددا بين القبيلتين، وتعود جذور المشكل، حسب ذات المصادر، إلى صراع قديم ناتج عن محاولة كل قبيلة من القبيلتين رسم الحدود الخاصة بها لحماية أراضيها، مع نزاع ثابت حول مواقع رعي المواشي، إذ تدعي قبيلة أيت فضولي أحقيتها في منطقة قرب الحدود، تسمى “تيويل” بينما قبيلة أيت موسى تدعي بدورها أن الطرف الآخر لم يحترم الاتفاق الذي بينهما حول الرعي في هذه المنطقة الحدودية.

ومعلوم أن الوضع قد يظل “نارا تحت الرماد”، وقابل للاشتعال، بين الفينة والأخرى، ما لم تفلح السلطات المعنية وفعاليات المجتمع المدني في التدخل لإيجاد حل حاسم يحد من استمراره، ومن توريثه للأجيال المقبلة، علما أن المواجهات القوية، التي كانت قد اندلعت، العام الماضي، بين ذات القبيلتين، وما نتج عنها من جرحى وأحداث خطيرة، كفيلة بإجبار كل الأطراف المعنية على الاهتمام بهذا الملف قبل فوات الأوان.