جديد انفو - الرشيدية / متابعة
أكد المشاركون في ندوة دولية، انطلقت أشغالها اليوم الثلاثاء بالرشيدية، على ضرورة تظافر جهود جميع المتدخلين للحفاظ على الخطارات والأفلاج وصيانتها وتثمينها.
وأوضح المتدخلون في هذه الندوة، التي ينظمها مركز دراسة وتنمية المجالات الواحية والصحراوية بالجرف، بشراكة مع جمعية مهرجان الجرف، ومجلس جهة درعة – تافيلالت تحت شعار "البعد الحضاري والتنموي لخطارات المغرب وأفلاج الجزيرة العربية"، أنه يتعين بذل المزيد من الجهود لتنمية هذه الخطارات من خلال إعادة تأهيلها وترميمها، وكذا تطوير آليات اشتغالها.
وفي هذا الصدد، أبرز السيد حسن لمراني، مدير مركز دراسة وتنمية المجالات الواحية والصحراوية، في كلمة بالمناسبة، أنه يتعين أن ينخرط جميع الفاعلين والمهتمين بالخطارات، بما في ذلك المجالس المنتخبة بجهة درعة - تافيلالت، في صيانة وتثمين هذا الموروث وتأهيله وجعله من بين أهم أولوياتها وإدراجه ضمن مخططات عملها، لاسيما أن الجهة تتوفر على حوالي 740 خطارة.
من جهته، أكد المدير الجهوي للثقافة بجهة درعة – تافيلالت، السيد لحسن الشرفي، على ضرورة الحفاظ على الخطارات وصيانتها باعتبارها موروثا إنسانيا يكتسي، إلى جانب بعده البيئي المتمثل في محاربة التصحر والحفاظ على المياه الجوفية، قيمة تراثية متميزة يتعين إبرازها وتعريف الأجيال الصاعدة بها، مبرزا في السياق ذاته أنه يتعين إدراج هذه الخطارات ضمن مشاريع مندمجة ومستدامة تساهم في خلق مناصب الشغل.
بدوره، أبرز أحمد الطاهري، ممثل المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث بالرباط، الدور الهام الذي تضطلع به الخطارات في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية من خلال تسهيل عملية السقي والتزود بالماء الشروب، مسجلا في السياق ذاته أنه يتيعن انخراط الجميع، كل من موقعه، في الحفاظ على هذا الموروث الثقافي وتنميته وإدراجه ضمن مخططات التنمية المستدامة.
من جانبها، قالت بشرى السعيدي، في كلمة باسم مجلس جهة درعة – تافيلالت، أن المجلس يولي أهمية كبيرة لقطاع الماء ، ومنخرط بفعالية في الجهود الرامية إلى النهوض بالواحات وتثمين المنتوجات المجالية، مشيرة في السياق ذاته إلى أنه ستتم قريبا المصادقة على برنامج التنمية الجهوية لجهة درعة - تافيلالت الذي يعتبر قطاع الماء أحد أبرز محاوره.
أما عبد الله لغافري، فقد أبرز في كلمة باسم وفد سلطنة عمان المشارك في أشغال الندوة، أن الخطارات والأفلاج تعتبر مجالا خصبا للباحثين بمختلف تخصصاتهم بالنظر إلى أهميتها ودورها في تحقيق التنمية ومعالجة عدد من الإشكالات المطروحة، مشيرا إلى أن سلطنة عمان تتوفر على نحو 4000 فلج ، وراكمت تجربة مهمة في صيانة وتأهيل هذا الموروث من خلال عدد من المؤسسات الرسمية التي تعنى بالأفلاج ، إضافة إلى وجود تشريعات وقوانين وطنية تساهم في حماية الأنظمة المائية والحفاظ عليها.
بدوره، ركز يحيي العبالي، ممثل معهد الشارقة للتراث، على القيمة المضافة والأهمية الكبرى التي تكتسيها الخطارات سواء في المغرب أو دولة الإمارات العربية المتحدة، مؤكدا أيضا أن المعهد وقع شراكات مع العديد من المؤسسات المغربية لتعزيز التعاون والتبادل الثقافي بين الجانبين.
وتروم هذه الندوة التي تقام بشراكة مع المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لتافيلالت وجامعة المولى اسماعيل بمكناس، وكلية العلوم والتقنيات بالرشيدية، والكلية المتعددة التخصصات بالرشيدية، ووكالة تنمية مناطق الواحات وشجر أركان، ووكالة الحوض المائي لغير –زيز- غريس ، تسليط الضوء على الخطارات والأفلاج وإبراز أهم خصائصها التقنية والطبيعة والثقافية ودورها في التنمية، وكذا أبرز التحديات التي تواجهها والسبل الكفيلة بالحفاظ عليها.
كما تتوخى تبادل الخبرات والتجارب بين الباحثين والتقنيين والمهتمين بهذه الأنظمة من الدوائر الحكومية والسلطات المحلية والمجتمع المدني ، والمنظمات الوطنية والدولية لتطوير نظام الخطارات والأفلاج ، وبلورة أفكار جديدة تساير التحولات التي يعرفها المجال المائي في كل أبعاده الإيكولوجية والاقتصادية والثقافية.
ويتضمن برنامج هذه الندوة، التي تعرف مشاركة خبراء وباحثين من المغرب والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان وفرنسا، عقد جلسات تناقش عدة محاور ، من ضمنها "البعد التاريخي والمجالي للخطارات والأفلاج" ، و" أوجه التشابه والتكامل بين الخطارات والأفلاج" ، و"سبل وآليات المحافظة على الخطارات والأفلاج"، و"التراث غير المادي المرتبط بالخطارات والأفلاج" ، و"أنماط وأشكال عصرنة الخطارات والأفلاج".
