زايد جرو – تنغير / جديد أنفو
الطبقة العاملة في كل فاتح ماي لا تبحث إلا عن كرامة النفس وعزتها ،وهي أرصدة ثمينة وقوية تدحض الاستلاب والقهر، وقد صرخت هذه الشريحة المجتمعية الواسعة عبر التاريخ الردكالي العمالي لرفع الإقصاء والتهميش حتى لا تُعاد نفس البنيات المتفاوتة في كل الأوطان التي اتخذت الديمقراطية نهجا والتعددية في الأحزاب والهيئات الحقوقية مسلكا، وكل المواطنين بالمغرب يطالبون وضع حد للزيادة في المواد الغذائية و مراقبة الفواتير والتخفيض الضريبي وضرورة تحسين الخدمات الإدارية وتسهيل الحصول على الوثائق، ونزاهة العدل واستقلاله وإقالة الحكومة الفاسدة ومحاسبة المسؤولين عن الوضع الاجتماعي الهش،بل يطالبون بتخفيض أثمنة الدواء وخدمات صحية تراعي الكرامة النفسية للمرضى والمعطوبين وذوي الاحتياجات الخاصة في المستشفيات المركزية والإقليمية...
و مدينة تنغير قد عانت من العنف الرمزي والمادي منذ سنين فخلدت بها الطبقة العاملة العيد الأممي للشغل في ظروف وطنية محرجة من خلال الزيادات المتتابعة في المواد الأساسية وتجميد الأجور والاعتقالات والمحاكمات والاقتطاعات وتوقيف أجرة عدد من المضربين والطرد التعسفي وتدني الخدمات العمومية من صحة وتعليم وبريد وسكن ونظافة وبطالة وغيرها من المطالب الملحة لحفظ كرامة المواطن وقد تعددت المطالب النقابية والجمعيات المنضوية تحتها ومنها :
*رفع الإقصاء والمطالبة بالحريات النقابية واحترام الحريات النقابية.
* تنفيذ ما تبقى من التزامات الحكومة في اتفاق 26 ابريل 2011.
* تطبيق قانون الشغل وتوفير شروط العمل اللائق .
* المعالجة الجدية و القانونية لملف أراضي الجموع بالإقليم و تبسيط المساطر الإدارية للعقار مع مراعاة الخصوصيات المحلية
* الاستفادة الحقيقة للإقليم من ثرواته المعدنية لتحقيق التنمية الشاملة .
* توفير فرص الشغل للشباب المعطل و حل معضلة البطالة .
* تعميم المنحة الجامعية لطلبة الإقليم تماشيا لجبر الضرر الجماعي .
*أرباب النقل يستغيثون لوضع حد للنقل السري والمطالبة بالبطاقة المهنية وتنظيم القطاع ووضع حد لتسيب النقل.......
* جمعيات المجتمع المدني تطالب بتحسين أوضاع الساكنة وتعبيد الطرق والخدمات الصحية...
* عمال المناجم يرغبون في تحسين ظروف العمل ورفع التعويض عن العمل الشاق في دروب ضيقة تحت الأرض في رطوبة عالية، والتمسك بتوسيع الحريات النقابية.
*موظفو الصحة يطلبون التعويض عن مخاطر العمل و عن العمل في المناطق النائية....
* رجال التعليم يطلبون تحسين ظروف العمل والأوضاع الاجتماعية ....
* المعطلون حاضرون بحلقيتهم وشعاراتهم المدوية وهم متشبثون بحقهم في الشغل وقد أعياهم الانتظار وهم يجوبون شوارع المدينة كل مرة دون كلل للمطالبة بحق الكرامة في العيش والتشغيل في الوظيفة العمومية وهم مصرون على عدم التنازل عن حق أقرته الأمم والهيئات الوطنية والدولية .
فاتح ماي 2014 بتنغير لم تتوحد فيه كل النقابات في فضاء واحد بل هناك تجمهرات خطابية ثلاث الكونفدرالية الديمقراطية للشغل قرب المسجد والفدرالية الديمقراطية للشغل والمعطلين حاملي الشهادات بساحة البريد،وقد أثار انتباه الجمهور غياب التيارات والتنظيمات الأمازيغية في التظاهرة .
التنظيم كان جيدا على ما يبدو ظاهريا لم تحدث قلاقل في التجمع ولا في انطلاق المسيرات ،الأمن والسلطات حاضرة بكثافة على طول الطريق ،الشعارات مختلفة متباينة بأصوات ذكورية وأنثوية...
ومهما اختلاف المطالب ومهما التعددية والانعزالية دون توحيد الجمع في فضاء واحد ومهما اختلاف الشعارات فقد كان فاتح ماي 2014 جامعا للكل ومناسبة للتعبير التلقائي كما تبين الصور من ساحة المسجد و ساحة البريد . ويبقى هذا الموعد مناسبة في سنة للتعبير الحر وتنبيه الحكومة بما يجب القيام به في زمن عصيب تعقدت فيه أمور الحياة.