جديد أنفو - خنيفرة 

واصل مهرجان "أجذير إزوران"، الذي تنظم جمعية أجذير إزوران للثقافة الأمازيغية – خنيفرة دورته الثانية، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، فقراته الفنية والعلمية المتنوعة ضمن فعاليات اليوم الثالث الجمعة 19 أكتوبر الجاري، حيث استضافت منصة أجذير عروضا شعرية بينما عرفت منصة الخنيفرة سهرة فنية أمازيغية عالمية ألهبت حماس الجمهور الحاضر.
 
ففي فضاء أجذير، احتضنت منصة العروض ملتقى "أجدير لإيمديازن" للشعر، عرف مشاركة مميزة لعدد من المجموعات الشعرية، وهي "مجموعة أسيف أزداي" للشاعر مصطفى أكنو، و"مجموعة محمد مجاهد" و"مجموعة سيدي أولغازي" و"مجموعة موسى أعثمان" و"مجموعة إكروان" و الشاعرة يطو زاقا، العزيز الحسين، محمد الغازولي، الحاج أمدياز، مع المرافقة الموسيقية للفنان ابراهيم "أعمو عيسى" على آلة الوتر والفنان "بوقنبوع" على آلة الناي.
 
وفي المساء، كان الجمهور الخنيفري على موعد مع السهرة الفنية الكبرى، حيث حل على منصة "أزلو" وسط المدينة الفنان الجزائري الأمازيغي المعروف إيدير، الذي ألهب حماس الحضور الغفير للسهرة، قبل أن تصعد الفنانة الأمازيغية "الشريفة" إلى المنصة وتقدم عرضا مشتركا مع الفنان الأمازيغي، فيما ضم العرض أيضا تقديم مجموعة "حوسى 46" لفقرات حماسية من الغناء الأمازيغي والتراثي مرفوقا بفرقته الفنية التي قدمت لوحات استعراضية أمتعت الجمهور الحاضر.
 
وفي الشق العلمي للمهرجان، عرف فضاء أجذير يومه الجمعة 19 أكتوبر 2018، أيضا تنظيم تتمة أشغال الندوة العلمية الوطنية في محوريها الثالث والرابع حول: "الممارسات المعرفية والإيكولوجية بالأطلس المتوسط" و"رهانات التنمية المستدامة بالمناطق الجبلية".
 
ففي مداخلة "دور التراث الأثري في تنمية السياحية الثقافية بإقليم خنيفرة"، قال الباحث عبد السلام أمرير، عن المحافظة الجهوية للتراث الثقافي لجهة بني ملال خنيفرة – بني ملال، أن الإقليم يتميز بتعدد مكونات تراثه الطبيعي التي تجعل منه من أجمل المناطق ببلادنا. "كما يتفرد بتراث ثقافي، مادي و لا مادي، غني و متنوع و يعكس تنوع هذا المجال الذي كان على الدوام جسر تواصل بين الشمال و الجنوب".
 
بدوره، فإن المصطفى العناوي، الباحث في ديداكتيك الاجتماعيات، يتصور أن الجبال المغربية تعد نتاج كيان طبيعي وعبارة عن وحدات تضاريسية متكتلة ومتقطعة طبوغرافيا، فقد قارب الجبل باعتباره كيانا طبيعيا يتضمن مظاهر الاختلالات البنيوية في المقومات الطبيعية والهيدرولوجية والايكولوجية والبشرية، كما يزخر بمؤهلات طبيعية وبشرية وثقافية خاصة، وذلك من خلال طرحه لمظاهر التنوع الجغرافي والبيئي والثقافي، وعوامل الهشاشة الطبيعية والبشرية بمنخفض تغبولة الجنوبي؛ وكذا رصد تزايد الهدر والضغط على الموارد الطبيعية الجبلية وعلاقة ذلك بتدني جودة ظروف عيش ذوي الحقوق المجالية والطبيعية، وتراجع النمو والتنمية المستدامة".
 
حسن جنان، الأستاذ الباحث بجامعة سيدي محمد بن عبدالله – فاس، فاعتبر في موضوع "الجبل المغربي بين قوة الرمزية وضعف الاهتمام"، أن الجبل المغربي هو العمود الفقري في بنية التراب الوطني وأحد أبعاده الجغرافية التي ساهمت في تشكيل الشخصية المغربية بخصوصياتها التاريخية والثقافية الراهنة.و يكتسي أهمية اقتصادية واجتماعية وثقافية وبيئية كبرى.
 
وأضاف جنان أنه في المقابل لم تحظ المناطق الجبلية على مدى عقود بالاهتمام الذي يستحقه في السياسات العمومية للدولة ، "ما جعلها تراكم التأخر في كل المجالات كما تفاقمت بها مظاهر تدهور المحيط البيئي وتفكك البنيات الاقتصادية والسوسيوثقافية التقليدية الأصلية بكيفية تبعث على القلق".
 
وقال محمد العاملي، الباحث مختبر البحث في التاريخ والتراث والثقافة والتنمية الجهوية، في مداخلته "مقومات المجال الجبلي بجهة بني ملال خنيفرة المقومات والتوظيف"، إن مسألة التنمية في المجالات الجبلية المغربية، تطرح اليوم، وبإلحاح، éوبقدر ما تتنوع الاهتمامات وتتعدد المقاربات فإنها تصطدم بإكراهات شتى منها ما هو جغرافي مرتبط بخصوصية مجال الدراسة، ومنها ما هو ثقافي نتاج لمقومات وسلوكات مرتبطة بنمط العيش وبتدبير الممكن".
 
فيما ركز سفيان لشهب ، وهو طالب باحث في علم الاجتماع، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية مكناس، على الإجابة على سؤال "كيف يمكن تفسير العلاقات بين ديناميات الهياكل الزراعية، والسياسة الزراعية ونموذج التنمية الفلاحية في المغرب؟"، مشيرا إلى أن البنيات/الهياكل الزراعية لبلد أو جهة معينة، تدل على مجموع العلاقات الموجودة بين الإنسان والأرض.
 
وتوقف لشهب عند المرحلة السابقة على الاستعمار الفرنسي للمغرب، إلى غاية توقيع معاهدة الحماية، "حيث سيوكل للسلطات الفرنسية على أرض المغرب أمر مباشرة الإصلاحات"، مضيفا: "لكن وكما هو الحال في كل البلدان المستعمرة فإن المستعمر لا يصلح إلا ليستفيد هو من نتائج ذلك الإصلاح. هكذا فهذه الدينامية الخارجية.. ستعمل على خلخلة البنيات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية للمجتمع المغربي، لتتركه بعد سنة 1956، سنة "الاستقلال السياسي"، يواجه واقعا مختلفا عما كانه قبل الاستعمار، ومتخلفا من الناحية الاقتصادية بحكم تعايش التقليدي في أحضان الحديث".