زايد جرو – الرشيدية / جديد انفو
في موضوع " وثيقة المطالبة بالاستقلال منعطف حاسم ومحطة مشرقة في تاريخ المغرب " نظم المجلس العلمي المحلي بالرشيدية بتنسيق مع المندوبية الجهوية للشؤون الاسلامية لجهة درعة تافيلالت يوم الجمعة 11 يناير بقاعة فلسطين ندوة علمية احتفاء وتخليدا للذكرى 75 لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال التي تشكل تاريخا مرجعيا للشعب المغربي في وحدته الوطنية لما قدمه المغاربة من تضحيات لإعداد عريضة المطالبة بالاستقلال تحت قيادة المغفور له جلالة الملك محمد الخامس طيب الله ثراه .
تخليد المناسبة التاريخية هو تمجيد لتاريخ المقاومة المغربية من أجل أن يقتدي الجيل الحاضر بخطى المقاومين ترسيخا لقيم ومبادئ الوطنية الصادقة والسلوك المدني القويم ،وصيانة الذاكرة التاريخية والتراث النضالي المغربي لشحذ الهمم والعزائم وأخذ العبر من ملاحم جهاد الأجداد الأشاوس الذين ضحوا من أجل بناء وإعلاء صرح المغرب الجديد في ظل القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله .
وفي كلمة لرئيس المجلس العلمي المحلي بالرشيدية السيد محمد واحدي والتي تمحورت حول " العوامل الشرعية لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال " أشار بالقول " ليعلم ابناؤنا وحفدتنا ان ملوك المغرب منذ المولى ادريس الى يومنا هذا ان كل اعمالهم مستنبطة من الشرع الحكيم وسأركز في مداخلتي على نقط اساسية اولا الاسلام والوطنية ثانيا فطرية حب الاوطان، ثالثا لجوء المتسلطين الى نهب الخيرات والنفي واخراج اهلها، رابعا مشروعية الجهاد ..." واضاف ".ومن هذا المنطلق قدمت الحركة الوطنية هذه الوثيقة الى سلطات الاستعمار الغاشم بتوجيه من اب المقاومة المغربية السلطان محمد بن يوسف تغمده الله برحمته الواسعة ..."
وفي مداخلة للمندوب الجهوي للمقاومة وأعضاء جيش التحرير السيد حسن الوزاني قال " ان هذه الحركة المجيدة تعتبر بحق وقفة تأمل وتدبر في محطة تاريخية فاصلة بين مرحلتين: مرحلة مطالبة سلطات الحماية بالإصلاحات التي التزمت بها بمقتضى معاهدة الحماية ،ومرحلة الجهر بمطلب الاستقلال ", واضاف " سيظل وقعها موشوما في ذاكرة الناشئة والاجيال الجديدة باعتبارها ثمرة للكفاح المستميث والارادة الراسخة لنساء ورجال الحركة الوطنية ".
وفي مداخلة للأستاذ مولاي الحسن حافظي عضو المجلس العلمي المحلي بالرشيدية تحت عنوان " مشيخة العلماء التأسيس والتزيل لوثيقة المطالبة بالاستقلال " اشار الى المرجعية الاسلامية للحركة الوطنية والنهضة الإسلامية في الشرق الاسلامي ،وزعماؤها في القرن 19 وأعمدة الإصلاح في المغرب الاسلامي وكيف تبلور مشروع الحركة الوطنية مؤسسا مداخلته على المرجعية الاسلامية وتضحيات المقاومة في المغرب.
وفي مداخلة الدكتور محمد امراني علوي " وثيقة 11 يناير 1944 وترسيخ قيم الوحدة " قال: " ان وثيقة 11 يناير جاءت لتنزيل معاهدة الحماية التي وقعت بفاس سنة 1912 والتي اعتبرها البعض معاهدة خارج القانون المتعارف عليه في تلك المرحلة ...." واضاف " لم تكن وثيقة المطالبة بالاستقلال مجرد حبر على ورق وقع عليها زعماء الحركة الوطنية من قيادتها وعلمائها ومثقفيها وسياسيها بل كانت تمثل تحولا في مشروع الحركة الوطنية الذي انتقل من المطالبة بالإصلاحات في اطار الحماية الى المطالبة بخروج الفرنسيين وتحقيق الاستقلال التام للبلاد"
وفي مداخلة للدكتور محمد حمزة بولحسن تحت عنوان " السياقات السياسية والخارجية لوثيقة المطالبة بالاستقلال " قال " تقديم الوثيقة من خلال مداخلتي هذه من اجل قراءة معاصرة لإحدى صفحات المغرب الحاسمة ولاستلهام معانيها وما تنطوي عليه من قيم ودروس لرجال القانون والأجيال الصاعدة " وأضاف " خاض الشعب المغربي مواجهة سياسية ضد سلطات الحماية للمطالبة بإصلاحات تفضي بحصول المغرب على استقلاله.."
اللقاء ذو القيمة الوطنية والذي تفرد به المجلس العلمي المحلي قيمة ومكانة وعيارا وتنظيما وكأول نشاط وازن على عهد الرئيس الجديد للمجلس والذي قدم له قدم له الدكتور عبد العزيز مليكي علوي كان فرصة للنبش في الذاكرة الوطنية والوقوف على الدلالات و العبر التاريخية التي تثبت أن الإنجازات الكبرى للأمم تقوم على التضحيات ، وأن الوطنيين الذين قدموا الوثيقة آنذاك كانوا يعلمون تكلفتها لكنهم وضعوا الوطن في قلوبهم رغم المخاطر .
وقد حضرت اللقاء السلطات المحلية والمندوب الجهوي للأوقاف والشؤون السلامية "محمد هجا "وشخصيات مدنية وجمعوية ونسائية وانتهى اللقاء بالختم والدعاء لأمير المؤمنين الملك محمد السادس والملكين المجاهدين محمد الخامسس والحسن الثاني وكافة شهداء الوطن الابرار.
واليكم تخليد الحدث بالصور والفيديو