حنان الشاد - مكناس / جديد أنفو

احتفاءا برأس السنة الأمازيغية 2969 وتأبينا لروحي "لويزا ومارين" السائحتين المغتالتين ب "شمهروش" ، نظم مركز الذاكرة المشتركة من أجل الديمقراطية والسلم، ملتقى مكناس - إفران لحوار الهويات والثقافات برئاسة "عبد السلام بوطيب"..

خلال هذا الملتقى حضرت ثلة من المفكرين والمحللين إلى جانب الشاعر "صلاح الوديع" الذي قدم قصيدة هدية لروحي "لويزا ومارين"، ولو أن الكلمات المؤثرة التي تلاها على مسامع الحضور تضمنت في حمولتها كل معاني الاسف والاعتذار على ما آلت إليه الأوضاع ببلدنا الحبيب، عن تلك الغربان كما نعتهم الشاعر، و التي تدس في قلبها الحقد والعصبية اللذان لا يمتان بأي  صلة لثقافتنا المغربية ولا لديننا الإسلامي..

واستمرت فعاليات الملتقى بفتح مداخلات من طرف الشخصيات الحاضرة، نقاش فضفاض حول مفهوم حوار الثقافات والهويات، هذا المفهوم الذي اختلفت طريقة تناوله من شخص لآخر، انطلاقا من تحليل إعلان مركز الذاكرة العام الماضي والذي يعد ثمرة لمجموعة من الأبحاث والدراسات والتوصيات والمتضمن لمجموعة من السياقات التي اتخذت كأرضية للنقاش بالدرجة الأولى.

عزز المناقشون مداخلاتهم بما هو تاريخي، فلسفي، علمي، سياسي وديني من أجل إعطاء فكرة مشتركة حول الهوية والحوار الثقافي في معنيهما الصحيح والحداثي ، بغض النظر عن الزامية اقرار سياسة  الاعتراف التي تؤطر هذين المفهومين اللذان يعدان قيمة انسانية بالدرجة الأولى يجب أن ترسخ وتعزز منذ الصغر انطلاقا من الأسرة، مرورا بالمؤسسات التعليمية حتى  المحيط الخارجي بما فيه المحلي والدولي..

ولعل مفهوم الحوار الثقافي وتعدد الثقافات محليا ودوليا يعرف مجموعة من المفارقات الاجتماعية والدينية والسياسية، من خلال احتكار العولمة للعالم والتي رفعت الحجاب عن الجرائم الارهابية، كما يسمونها، والمنسوبة بالدرجة الأولى للإسلام والمسلمين، في حين أنه يروج للظاهرة في إطار سياسي دولي تتحكم به فئات اليمين واليمين المتطرف، والذي أعطى صبغة الصراعات للثقافات واقرار الهوية..

لكن يبقى السؤال المطروح، كما جاء على لسان الأستاذ "ادريس محتات"، أحد المعقبين باللقاء، عن اي حوار ثقافي نتحدث؟ هل هو حوار بين الثقافة الأمازيغية وغيرها؟ بين الهويات والثقافات المتعددة التي تجمعها الثقافة المغربية الواحدة؟ أم عن الثقافة الإنسانية ككل محليا وعالميا؟ بغض النظر عن الجريمة البشعة التي أسالت دماء بريئتين بجبال الأطلس المغربية والتي لم تعرف يوما رائحة تختلط برائحة ترابها من غير رائحة المطر لا الدماء..

الحوار الثقافي أو بالأحرى ما نعيشه الآن "الصراع الثقافي" لا يمكن أي يخرج من قوقعته الا اذا تنصل من اطاره الأكاديمي والفلسفي وفرض هويته على الواقع من خلال قانون إطار يدخل حيز التنفيذ لا حيز التقييد..

وان تحدثت عن الجانب المظلم شيئا ما بهذا الموضوع ، الا أن الاحتفاء برأس السنة الأمازيغية 2969 يعد احتفاء وطنيا محضا معترفا به وبكل افتخار، يجمع بين جميع الثقافات، وخير دليل الجميع يحتفل ويبارك ويشارك" حاكوزا" ..في جو من الاعتراف اللا مشروط  بوجود الآخر ، وكل من قال العكس فحتما  هو عدو لهذا الوطن ووحدته، ولا مرحب به بينا.