زايد جرو- الرشيدية / جديد انفو
تداولت المواقع الاجتماعية وتطبيقات الواط ساب في الأيام القليلة الماضية خبرين مجتمعيين مرعبين ومخيفين وغريبين عن الاخبار المتداولة بجهة درعة تافيلالت فتناقلتهما المواقع الالكترونية وفصلت فيهما تفصيلا عجيبا ،وبعض محرريها تحفظ في نقل الخبرين وترويجهما استنادا على معايير عقلية باستبعاد صحتهما والبعض الآخر زاد من حدة إشعال فتيل الخبرين فاحتار الناس المتتبعون بين التصديق والإشاعة.
الخبر الحدث (أسد الزريكات الذي رباه بزناس و 5 أطنان من الماحيا ،وضبع تازارين الذي اكل رجلا في الصحراء )الخبر المنتشر بطريقتين مختلفتين وفي مكانين متباعدين توحدهما الجهة في الانتماء لا أساس لهما من الصحة من جانبين : الساكنة التي نفت الخبر بالقطع ،والجهات الرسمية التي ما علمت به الا من خلال التداول السريع مما يطرح اسئلة عميقة ومحرجة حول اهمية الاشاعة في المجتمع والغرض من إشاعة الخبر ووقعه على الساكنة والاستخفاف الذي لحق الآهالي موطن الاشاعة.
فالمعلومات التي تناقلها الناس، دون أن تكون مستندة إلى مصدر موثوق به يشهد بصحتها،اصبحت كلاما هاما ومهما وأفكاراعامة، انتشرت بسرعة لممارسة ضغط اجتماعي مجهول المصدر ،يحيطه الغموض والإبهام، وحظى من قطاعات عريضة بالاهتمام، وتداوله الناس لا بهدف نقل المعلومة ،وإنما بهدف التحريض والإثارة وبلبلة الأفكار وتم تداوله شفاهة وكتابة بشكل تلقائي وقصدي ويدخل الخبرضمن الإشاعة (الطائرة) وهي السريعة في الانتشار والسريعة في الاختفاء أيضا.
المتلقي للخبر يبدو ساذجا يسير بعقلية القطيع ويترقب ويتوقع الأسوأ بتوتر نفسي يتزايد يوما بعد يوم وتتولد هذه الاخبار "الإشاعة " غالبا بشيوع أنماط التفكيرالخرافي الغيبي القائم على قبول الأفكار الجزئيه اوالكلية دون التحقق من صدقها أو كذبها بأدلة تجريبية او عقلية منطقية.
وقد تتعدد دوافع وأهداف إشاعة الخبر بشكل عام منها تحكم العديد من الانفعالات السلبيه المتفاعلة كالحرمان والنقص لتعويض مركب نقض مادى او اجتماعى او تعليمي او ثقافى لدى صانع الخبر، بعيدا كل البعد عن أهداف الإشاعات الهجومية او الاتهاميه التي تطلقها قوة سياسيه معينة ضد قوة سياسيه أخرى، وبعيدا أيضا عن الاشاعات الانصرافية التي تطلقها الحكومات بهدف صرف أنظار الناس عن قرارات و أحداث معينة، تفترض أنها قد تلقى معارضة منهم .
إشاعة الخبرين كان لهما تأثير نفسي اثار بعض التهكم والاستخفاف من ناشري الخبر ومن مصدقيه أيضا ويعتبر تداولهما من أخطر أساليب الحرب النفسية على الساكنة ،ويجب تتبع مصدر الخبر لوضع حد للأخبار الزائفة التي تثير البلبلة فاليوم أسد "زريكات "و"ضبع" تازارين الذي اتى خبره من اليمن وغدا "بغلة لمدينة التي لا تظهر الا ليلا " بقصورمزكيدة وغزالة مرزوكة وقس على ذلك ما تشتهيه الأنفس من الإسقاطات الوهمية الكاذبة.