زايد جرو – الرشيدية / جديد انفو

الملقب ب "الجعبة " المعروف في الرشيدية وتنغير وفي الشوارع وبين كراسي المقاهي وطول الدروب المظلمة ليلا وجه رسالة عبر مواقع التواصل الاجتماعي للأحياء  الذين روجوا إشاعة وفاته   في العالم الازرق بقوله " أنا باقي في الحياة  اللي كال دكشي  ربي غادي اخلصوا، وانا غادي على رجليا  بغيتو تقتلوني انا ... " وهو خبر لا أساس له من الصحة ويدخل في أخبار الإشاعات التي لحقت درعة تافيلالت ومست القصور والشخوص  وتم الترويج لها عبر تطبيقات" الوات ساب " دون مراعاة وقعها.

الجعبة ينحدر من قصر "اكلي "ضواحي تنجداد اسمه الحقيقي " محمد " يعيش وحيدا بعد ان فقد اباه وامه وبقي مع اخته المتكفلة به بعد موتها " توسد " التشرد ورغم حالته التي لا ترضي  الجميع حين يكون صحوا يحدثك باللغة الأمازيغية  وبلغة " فيلالة" وهو طيب الاخلاق شأنه شأن جميع الناس في وضعية الانشراح ، تربيته لا تخرج عن الإطار التربوي للجهة لكن ظروفا معيشية او اجتماعية او نفسية معينة  خلقت منه شخصا يبدو مختلفا وعنيفا أحيانا، والذين يعرفونه منذ السبعينيات فقد كان قوي البنية  اشتغل   حمالا بالمحطة بكولميمة ثم مساحا للأحذية بالرشيدية في الثمانينيات ويلمعها تلميعا  عجيبا وما جُدتَ به عليه يضع في الجيب ويردد " الله اخلف عليك " وكان يستحوذ  على الساحة في المسح يوم حج اهالي" تغبالت"  سنوات الجفاف الى الرشيدية وتنغير والنواحي كما حج  الآن اخواننا وإخوانهم  الأفارقة  واحتلوا المكان  الذي احتله من قبلهم اهالينا من تغبالت  فامتهن شبابها نفس المهنة  "مسح وتلميع الأحذية " في ظل انعدام فرص للعمل ليوفروا بها  بعض متطلبات العيش لهم ولعائلاتهم، فكان الجعبة لا يقبل المنافسة وكم شاهدنا عراكه القوي معهم، هم جماعة وهو يصارع وحيدا من أجل البقاء  في الساحة .

اشتغل أيضا مساعدا لسائق حافلة  للنقل العمومي بالرشيدية فأتقن العمل بكل الطرق المعتادة والتي يعرف خباياها السائقون والمسافرون، فجرب كل شيء  ليتدرج بعد ذلك للشارع ويبدأ في الانحدار والتجوال والتمايل على المارة من الرجال وعلى النساء أكثر، والمبيت  في اي مكان  صيفا وشتاء ويخاطر في التنقل راجلا بالليل بين الرشيدية وتنغير حتى يتلقفه احد الجوادين الذين يعرفونه ويوصلونه للمكان الآمن، وهو لا يخيف الا الذين لا يعرفونه، مرة يطلب سيجارة ومرة درهما ومرة يزف على قهوتك دون ان تدري ومرات يضايق ارباب المقاهي لهجومه على مشروبات الزبناء فيصفعونه بطريقة وحشية ويحس الذين يعرفونه بوقع الصفعة ويرددون  لو فعلت ذلك في الثمانينيات ل " شتف عليك الجعبة شتفا " أمام الجميع .

في هذه الايام انتشر بمواقع التواصل الاجتماعي خبر وفاته، الكل ردد عبارة " مسكين " والكثير من الذين عرفوه من زمان تأثروا كثيرا لخبر الوفاة  لأنه كان يعايشهم في المدينة ويسأل بعضهم بعضا  عن سبب غيابه  لأنه كان يلمع الاحذية بإتقان الجعبة كذب إشاعة الوفاة بلسانه  بمقطع فيديو ولو كان مختصرا وهو بتنغير  حي يرزق .

الجعبة ضحية وضع مجتمعي ولا احد يختار قدره او اسمه  وهو مهووس بكلام الغزل و العشق و معاشرة النساء، صاحب نكتة بامتياز ففي جولته اليومية حول المقاهي طلب صدقة من احد الزبناء فرد عليه الرجل " الله اسهل " فاجاب الجعبة " اللي ما عندوش الله ارحم الوالدين غير اسكت " ومرة اخرى سال نفس السؤال فمد اثنان جالسان يديهما الى الجيب فتصدق واحد ب عشرين درهما والاخر قال " الله اسهل " ورد الجعبة " واش شفت 20 درهم انت الدير بلاش هاداك الدرهم غي زيدو فراسك "وعلى لسانه في فيديو على اليوتوب روجته المواقع  الالكترونية حيث حكم عليه القاضي بشهر بتهمة السكر العلني واجابه الجعبة " زدني عافاك شهر اخر حتى يخرج البرد فردالقاضي اخرج لك البراءة التامة"..واسأله عن  الحسناوات لتكتشف فيه شخصية اخرى خاصة حين يكون صحوا  فهو وأمثاله فداء واقع مهمش فهو  الكادح المقهور الذي يعيش دون قناع، شخصيىة هامشية تهيم على حواف مجتمع  نمت فيه الفوارق الطبقية بشكل غريب ونموذج للمقهورين ومقصوصي الاجنحة الذين يعانون اوزار الحيف الاجتماعي  الذي نسخت  فيه  الطبقة مفهوم الأمة في محيط  مشتت نفسيا ومقهور اجتماعيا نتيجة سياسات معطوبة نهجتها حكومات متعاقبة  منذ زمان  واليكم الفيديو :