محسن الأكرمين - مكناس / متابعة

في لقاء إذاعي هم استجواب رئيس مجلس جماعة مكناس، حوار مفتوح وصريح حاول من خلاله  السيد عبد الله بوانو مرات عديدة حمل لسان الناقد العارف بمكامن الخلل التنموي بمدينة مكناس، حاول كذلك التحدث بلسان السياسي المعارض حيث أكد أن أكثر من 20 مشروعا متعثرا بمكناس بات يثقل كاهل التنمية ويشوه جمالية مدينة. مشاريع إما (ما كملاش أو مادارتش أو مخدماش) هي ثلاثية رؤية الأبعاد العرجاء الآتية من كناش (زمام تريكة ) الماضي القريب، هي لغة إسباغ البراءة السبقية و التامة على رئاسة مكتب المجلس الحالي عن أسباب تعطل تلك المشاريع  ونكوص حلول الضبط والتصويب.

نعم، لن نحمل المجلس الحالي ما لا طاقة له به، لكن نتساءل عن دور رئاسة مكتب المجلس في التخلص من كل معيقات توقف تلك المشاريع، نتساءل عن تلك الطفرة التنموية الموعودة الآتية من دعائم برنامج حزب الرئيس، نتساءل عن برنامج عمل الجماعة وتهربه التام من معالجة كل ملفات المشاريع النائمة والمهملة.

الخطير في الاستجواب حين أقر رئيس مجلس جماعة مكناس بمشاريع دشنها الملك ولازالت تحمل خبر كان في التفعيل، الخطير في الأمر حين مرت نصف ولاية المجلس ولم يتم حل إشكاليات المشاريع المتعثرة ولو بالحد الأدنى، الخطير أن الرئيس حمل إلينا لغة النقد بالمكشوف والمرموز ولم يستطع أن يتحدث عما تم تفعيله لتحريك البدائل والحلول لتلك الملفات الآسنة من المشاريع المتعثرة والمتوقفة.

إشكالية المشاريع المتعثرة ليس سببها الخصاص التنازلي في المورد البشري المتخصص للجماعة، السيد الرئيس. ليس في البحث عن مبررات و تسويغات تخدم بقاء تلك المشاريع خارج الحلول التنموية والقانونية، ليس في توزيع المسؤوليات نحو الماضي ونحن (ها هنا قاعدون) ، ليس في الوقوف أمام تراكم كم معطيات التعثر والاستسلام السلبي، بل السيد الرئيس لا بد من وضع إستراتيجية استعجالية تحرر تلك الثقوب السوداء المتعثرة، في القطع مع الماضي حتى حدود تحريك المساءلة والمحاسبة، في وضع جدولة زمنية بشراكة مع السلطة المحلية يتم من خلالها تغيير تلك المشاريع المتعثرة إلى مشاريع مندمجة مع مطالب الساكنة.

لكن سؤالي السيد الرئيس، هل ممكن أن نعتبر الملعب الشرفي من المشاريع المتعثرة؟، حقيقة هو من مستجدات المشاريع المتعثرة  في عهدكم لما يزيد عن السنتيتن، الملعب الذي تم إخضاعه إلى عمليات إصلاح و ترميم متوقفة دون بيان حقيقة. نعم، هي مشاريع جديدة  متعثرة واتسمت الأشغال فيها بالبطء. وغير ما مرة كان الوسط الرياضي ينتظر تدشين إعادة افتتاحه لكن هيهات هيهات ، لم يبق في مكناس إلا اتجاه واحده  يتمثل في تدشين ملعب قرب يتيم و مسيج بحديد، أو مدارة طريق صغرى متعثرة حتى في الانجاز (تضييق وهيكلة الطريق بحي الزيتون قبالة كلية العلوم/ نموذجا !!!).

لكن لن ننكر حسنات رئاسة مجلس مكناس حين تم تكسير سلسلة المشاريع المتعثرة و تم تدشين شتاء المسبح الاولمبي  بباب بوعماير(مسبح ذو القرنين) والذي شرع في إنجازه منذ 1989 إلى 2018 (30 سنة من العمل والتعثر !!!)، هو نموذج حي لخطوات سير التنمية والمشاريع الكفيفة بمكناس، هو خوفنا من أن يصبح الملعب الشرفي نموذجا ثانيا و تشيخ الأعمال به لعدة سنوات.

نقول بختم الكلام  ونتساءل، ما القيمة المضافة لرئاسة المجلس في تحرير المدينة من تلك المشاريع المتعثرة ؟ ، ما هي خطة السيد الرئيس الإجرائية لتفعيل المساءلة عن تبديد المال العام في مشاريع بدون أثر تنمية عائد على المدينة أم مفقودة ؟.