حنان الشاد - مكناس /جديد أنفو

المشروع السياحي الرياضي والترفيهي "منتزه باب بوعماير" بمدينة مكناس والذي تم تدشينه هذه السنة تزامنا مع الذكرى 66 لثورة الملك والشعب وعيد الشباب..

هذا المنتزه الذي كان مجرد منحدر لامتداد هضبة بوفكران وشكل بؤرة سوداء لساكنة مكناس والآن صار مزودا بمرافق رياضية وترفيهية إضافة إلى المناظر الطبيعية للأشجار المحيطة به..

فعلا هو مشروع يستحق التنويه والاعجاب شكلا وفي واضح النهار فقط. لكن ما خفي أعظم بالليل لأنه رغم تشييده فلازال يقع في منحدر تحيط به اسوار "الحبول" ، تملأ العتمة أغلب أرجائه الشاسعة خاصة منها المحاطة بالأشجار والتي لا تتوفر على إضاءة قوية، الممرات تسعد برؤيتها ملآى بالمتجولين والمتجولات، اتجاها نحو آخر الممر الذي يبدو مظلما جدا بين الاشجار أو اتجاها نحو البوابة للخروج..

والطامة الكبرى أن المنتزه يجتمع فيه أطفال، قاصرين وقاصرات، شباب في مقتبل العمر يجتمعون في الأماكن المظلمة من المنتزه في غياب تام للأمن(ولا أتحدث هنا عن رجال الأمن المتواجدين خارجا بباب المنتزه) وشروط الحماية.

هذا ما اكتشفته اليوم مساءا خلال زيارتي لمنتزه باب بوعماير خاصة بعد طرح بعض الأسئلة على أحد الشبان الذي كان يقبع بأحد الزوايا في آخر الممر نحو الغابة المؤدية إلى "لاكورا" وهو يقوم بلف "سيجارة" أخبرني أن المنتزه غير آمن بالليل خاصة بتلك الزاوية التي كان يتواجد بها إذ طلب مني ألا أستمر في متابعة السير لاكتشاف باقي مرافق المنتزه نظرا لتواجد مجموعات شباب وشابات يتعاطون للمخدرات والخمر بين الأشجار وأشار بيده في اتجاه نهاية الممر، وحذرني من محاولة المرور من هناك حتى لا أتعرض لاعتداء..

ما هذا التناقض بين الغاية التي شيد من أجلها هذا المنتزه والتي تتجلى في الاهتمام بالتنشئة الاجتماعية وتوفير فضاء ترفيهي رياضي مفيد وبين كونه لازال بؤرة سوداء كما كان في جانبه الجغرافي المظلم؟ وكيف لمنتزه بهذا الحجم لا يتوفر على حراس الأمن الخاص.

يتجولون هنا وهناك للتصدي لمختلف الظواهر السيئة (الاجرامية واللاأخلاقية) خاصة منها التعاطي للمخدرات والخمر إضافة إلى خلوة الشباب مع فتيات بعيدا عن أنظار الناس ومن بينهم قاصرين أو قاصرات.

على السلطات المعنية أن تتدخل في أسرع وقت قبل حدوث ما لا يحمد عقباه .. فجميل أن نرتقي في بناياتنا وتفعيل مشاريعنا، لكن إقرار الأمن والسلامة الإجتماعية واجب كل مسؤول وحق كل مواطن.