محسن الاكرمين - مكناس / متابعة

قد يغيب مهرجان مكناس في دورته الرابعة (4) عما يصطلح عليه منصات العرض الفني، قد يغيب ولا إجابات سليمة عن حذفه أو تأجيله إلى موعد لاحق. مهرجان أسال مداد النقد حول ماليته وتدبيريه وأهدافه الثقافية، أسال حبر الترحيب به كمنتوج فني متنوع منفتح. مهرجان ظل وفيا لشعاع مظلة الشؤون الثقافية بجماعة مكناس.

حين نستحضر أسباب الافتراض بالإلغاء أو التأجيل، فإننا نقف عند مجموعة من المبررات التي لا تستوجب الترتيب حسب قوتها، نقف أن مداخيل جماعة مكناس (2019/2020) في تقلص مستمر وتدن، وما كانت دعوة رئيس المجلس إلى التقشف دون الأخذ بها. نقف أن برنامج عمل الجماعة لازال عالقا برف الأرشفة في جل مجالاته الكبرى ولم يطبق منه إلا الهيكلة الموضعية بالترميمات والإصلاحات. نقف أن كثرة النقد الموجه نحو منصات المهرجان قد خلق نوعا من الفرملة السريعة من قبل القيمين على الشأن الثقافي بجماعة بمكناس، ولما توقيف المهرجان (للتفكير أو وضعه في الثلاجة). نقف عند نهاية كل مهرجان (من الثلاثة) وقد نما شق الخلافات الداخلية بين مدبري أمر الجماعة وساح حديث "القيل والقال" بعموم المدينة، ونما الاستغلال السياسي المضاد.

غير ما مرة كنا ننادي بتقليص أعداد المهرجانات، أو حذف بعضها والتي  لا أثر لها على الساحة الفنية والثقافية. كنا ننادي بحكامة تدبير مالية جماعة مكناس بالقرب من حاجيات المواطن، والاشتغال على الأولويات الضرورية (البنية التحتية /تجويد جمالية المدينة والبيئة/ الموافق الكبرى/ جلب الاستثمار/ الخدمات الإدارية والاجتماعية...). كنا ننادي بعلامة بصرية لمكناس عبر التفكير ماذا نريد من مكناس أن تكون؟. هل مكناس مدينة السلاطين والفيض التراثي اللامادي؟، هل مكناس مدينة الفلاحة وغصن الزيتون؟، هل مكناس عصير عنب أشجار الدالية !!!؟، هل مكناس مدينة الثقافة والفن والسينما ؟، هل مكناس مدينة انتظار الاختيارات، والنسيان القاتم؟.

مهرجان مكناس في دورته الرابعة يمكن أن يغيب كليا من أجندة  اشتغال الشق الثقافي بالمجلس. يمكن أن يظهر في برنامج مختفون بحلة الشيخ والمريدين وتغيير في صيغته البنائية. يمكن أن تتخلى عنه الجماعة نحو فعاليات من المجتمع المدني وفق دفتر تحملات (الشركات) وتغطية مصاريف الكلية، وهي الصيغة التي قد تجنب طرح علامات الاستفهام حول ميزانية المهرجان النهائية والتي تلحق مكتب الجماعة والشأن الثقافي بالتساؤل والنقد حد التجريح.

لن نكون من السلبيين الذين يقولون بأن لا أثر للدورات الثلاث، لن نكون ممن يبخس الناس حقهم في الوقوف باستماتة على تدبير تمفصلات برنامج المهرجان الكلية بكل دقة مسطرة، لن نكون ممن يسرع في عمليات الهدم وينال التأخير في البناء بمواصفات تسويق مدينة ونيل حسنات التنمية. لكنا يمكن أن ننادي بقطع طريق المنعرج (موضة الريع حلال) في كثرة الشراكات (المصادقة والموافقة) عليها بكل أريحية وسيولة دائمة ، نكون مع من يقول "لا" لتبديد المال العام دون أثر واقف على مستقبل المدينة التنموي والتسويقي ، سنكون أوفياء حين نعتبر الثقافة النظيفة و الفن الوازن أساس لدعم مطالب التنمية بمكناس، سنكون مع المنهج العلمي حين نقيس أثر دورات المهرجان النوعية على النمو الاقتصادي والبيئي الجمالي والسلوكي على ساكنة المدينة ، نكون مع من يرفض قياس التراكم الكمي والعددي لمهرجان (فابور). سنكون مع الساكنة حين يتم استيفاء مظاهر الكرامة والإنصاف والعدالة الاجتماعية والبنيات التحتية حينها سنقول" غني يا رأس" مع مدينة "شويخ من أرض مكناس".