عبد الفتاح مصطفى - ورزازات / متابعة
 
شهدت مدينة ورزازات اليوم الثلاثاء 28 يناير 2020 انطلاق فعاليات أشغال المنتدى الدولي للسياحة التضامنية في واحات العالم تحت شعار : " مرونة المناخ والتنمية المستدامة والسياحة التضامنية في واحات العالم : سياحة رصينة من أجل تنمية مستدامة ".
 
رئيس المجلس الجماعي لورزازات دعى في مداخلته الى تبني مقاربة تنموية بيئية تضمن استفادة الساكنة المحلية من التطور التنموي، التي تَرُوم تعزيز الترافع من أجل الحفاظ على الواحات في جميع بلدان العالم، و تطوير نموذج تنموي سياحي رَصِين من أجل تنمية محلية مستدامة، و تبادل التجارب و الخبرات بين مختلف الفاعلين إقليميا و دوليا ، مضيفا أن الجهات المنظمة، قد اهْتَدَتْ إلى العنوان الصحيح، فجهة درعة تافيلالت هي مجال واحاتي بامتياز، شَكَّلَ و لازال يُشَكِّلُ لَبِنَة أساسية في تاريخ المغرب الـمُعاصر، و يتجلى ذلك في كون وَاحَتَيْ درعة تافيلالت مَهْدَ دَوْلَتين كان لهما الأَثَرُ الكبير في الحُكم المعاصر للمملكة المغربية، و هما الدولة السعدية و مَهْدُهَا تَمْكروت، زاكورة بواحة درعة، و الدولة العلوية و مَهْدُهَا مولاي علي الشريف بواحة تافيلالت .
 
رئيس المجلس الإقليمي  لورزازات في مداخلته أمام المشاركين في أشغال المنتدى الذي بلغ عدد الدول المشاركة فيه 35 دولة : قال " أن المغرب كان قد تقدم بطلب احتضان هذا الملتقى خلال دورة تونس فتمت الاستجابة للطلب بالاجماع، مبرزا على أن جميع شروط نجاح الدورة الثامنة اليوم متوفرة "، مشيرا في ذات السياق الى أن المغرب سبق له أن تظم دورة سنة 2012 والتي احتضنتها مدينة تزنيت .
 
من جهته اعتبر رئيس المدير العام للوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان ابراهيم حافيظي أن مستقبل الواحة رهين بتطوير السياحة التضامنية، نظرا لأنه القطاع الأنسب للحفاظ على البيئة وخلق الاستثمار النظيف، مستحضرا في هذا السياق اهتمام المغرب بفضاء الواحة .
 
مضيفا إن المغرب اهتم بالواحة بشكل خاص منذ سنة 2009، وتم تأسيس الوكالة بأمر من الملك محمد السادس، وهي الوكالة التي ينفرد بها المغرب عن باقي الدول الواحية ( الشيلي، المكسيك، البيرو ...) ، وأنها وضعت برنامجا استراتيجيا يهدف إلى النهوض بالواحات ومناطق شجر أركان التي لا تختلف في بيئتها كثيرا عن الواحات .
 
كما أن الوكالة يضيف رئيسها، كانت تهدف إلى الوصول إلى معدل النمو العالمي خلال السنة الحالية، غير أنه أبرز أن “نقصا كبيرا” مازال يعاني منه قطاع الصحة، ورغم ذلك فالمغرب استطاع النهوض بمعدل نمو الواحات ليتمكن من إيصاله إلى معدل النمو الوطني خلال سنة 2016.
 
وارتكز برنامج الواحة حسب إفادة رئيس الوكالة في مداخلته، على 3 محاور مهمة، تتجلى في أن تجعل من الواحة “مجالا جذابا يوفر كرامة المواطنين”، مبرزا أن هذا المحور يقوم على “فك العزلة، والتربية والتعليم، وتقديم خدمات القرب، والربط بالماء والكهرباء . والمحور الثاني للبرنامج يرتكز على التنافسية و إنتاج الثروة من المؤهلات الذاتية ، أما المحور الثالث حسب الرئيس ، يجعل من الواحات "مجالا محميا رغم وجوده في منظومة هشة خصوصا من الجانب البيئي ... مضيفا أن برنامج النهوض بالواحات استطاع تقليص مستوى الفقر من 13 في المائة الى 9.3 في المائة الى حدود سنة 2016 .
 
يشار كذلك الى أن برنامج المنتدى يتضمن تنظيم معرض للمنتجات المجالية والصناعة التقليدية ومنتجات للتنوع البيئي، ومعرض لصور واحات العالم، مع إقامة أمسيات فنية بقصبة "تاوريرت"، وعرض أشرطة وثائقية في الهواء الطلق حول موضوع السياحة التضامنية .
 
و تهدف هذه النسخة إلى تعزيز الترافع من أجل الحفاظ على الواحات في جميع بلدان العالم وتطوير نموذج سياحي رصين من أجل تنمية محلية مستدامة، كما تهدف إلى تبادل الخبرات والممارسات الجيدة بين الشركاء المعنيين، وتعزيز الشبكات الوطنية والدولية والمساهمة في صياغة خطط عمل تشاركية، كما تهدف هذه التظاهرة إلى الترويج السياحي لورزازات كوجهة سياحية وطنية ودولية متميزة بغناها التراثي كأرض للواحات والقصور والقصبات.