محمد مرادي - خنيفرة / متابعة
 
ترأس السيد مصطفى السليفاني مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة بني ملال ـ خنيفرة يوم الثلاثاء 4 فبراير الجاري بالثانوية التأهيلية أبي القاسم الزياني بمدينة خنيفرة، لقاءين تواصليين/ تأطيريين لفائدة السيدات والسادة مفتشات ومفتشي ومديرات ومديري المؤسسات التعليمية بالمديرية الإقليمية، بحضور السيد فؤاد باديس المدير الإقليمي، وعدد من رؤساء المصالح الجهويين والإقليميين.
 
وتندرج هذه اللقاءات التي يشارك فيها عدد من رؤساء الأقسام والمشاريع بالأكاديمية، في إطار التنزيل الميداني لمضامين الرؤية الإستراتيجية للإصلاح 2015 / 2030 التي أكدت من خلال الرافعة الثانية والعشرين على التعبئة المجتمعية المستدامة باعتبارها آلية من آليات تنزيل الإصلاح، والقانون الإطار رقم 51.17 المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، والذي نص على أن التعبئة المجتمعية الشاملة والمتواصلة لتطبيق إصلاح المنظومة التربوية، وتتبع تنفيذه، وتقييمه المنتظم، تُعد في تكاملها، ضمانات إضافية لإنجاحه وتحقيق أهدافه.
 
وأوضح السيد السليفاني أن تنظيم هذه اللقاءات يأتي في إطار جهود الأكاديمية لتعزيز التواصل الداخلي مع الفاعلين التربويين حول المدرسة المغربية،والتي حددت الفترة الممتدة من 03 فبراير 2020 إلى السابع منه للتواصل مع جميع السيدات والسادة المفتشات والمفتشين والمديرات والمديرين بمختلف الأسلاك التعليمية بالجهة كمرحلة أولى،على أن تعقبها لقاءات مماثلة مع باقي الفاعلين التربويين من أجل مواكبة تنزيل الإصلاح، والوقوف على التأخرات أو التعثرات المحتملة،والتدخل الفوري لمعالجتها، وتجاوز النواقص المرصودة، لأن التقويم المرحلي يعتبر أساسيا لإعادة توجيه المجهودات في الاتجاه الصحيح.
 
وفي كلمته التأطيرية، قدم السيد المدير الجهوي مضامين هذه اللقاءات التواصلية، ومنها القانون الإطار الذي يحدد المبادئ التي ترتكز عليها منظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، والأهداف الأساسية لسياسة الدولة واختياراتها الإستراتيجية من أجل إصلاح هذه المنظومة، وكذا آليات تحقيق هذه الأهداف، لا سيما ما يتعلق منها بمكونات المنظومة وهيكلتها وقواعد تنظيمها وسبل الولوج إليها والاستفادة من خدماتها، ومبادئ تدبيرها ومصادر وآليات تمويلها، و الذي ينتظر أن يتملك ويستوعب الفاعلون التربويون مضامينه. فمشروع المؤسسة: ذلك الإطار المنهجي الموجه لمجهودات الفاعلين التربويين والشركاء باعتباره الآلية العملية الضرورية لتنظيم وتفعيل مختلف العمليات التدبيرية والتربوية الهادفة إلى تحسين جودة التعلمات لجميع المتعلمين...كما تم التركيز على أهمية التعليم الأولي ضمن الرؤية الإستراتيجية حيث تمت دعوة مديرات ومديري المؤسسات التعليمية إلى الانخراط في تعميم التعليم الأولي المدمج، وتفعيل أدوار المؤسسات التعليمية في تتبع أداء الجمعيات المحتضنة له. وبخصوص منظومة الإعلام للتربية والتكوين، تم التنبيه إلى ضرورة ضبط وتحيين معطيات الموظفين والمؤسسات، مسك معطيات الأقسام وتلاميذ التعليم الأولي المدمج بالتعليم العمومي ، تحيين وضعية التلاميذ في برنامج تيسير والمصادقة على الغياب ضمن مسار، تتبع المستفيدين من مختلف برامج الدعم الاجتماعي ضمن منظومة مسار، تمكين تلاميذ السلك التأهيلي من رموز الولوج إلى حسابات Taalim.ma.وتتبع ترشيحات التلاميذ للامتحانات الإشهادية والمصادقة عليه في الآجال المحددة. ودعا السيد المدير الفئة المستهدفة من هذه اللقاءات إلى تكثيف مشاركة المؤسسات التعليمية والرفع من أعداد التلاميذ المشاركين في مشروع تحدي القراءة العربي في نسخته الخامسة، وتفعيل المكتبات المدرسية ومشروع القراءة من أجل النجاح، كما تم تذكيرهم بمقتضيات المذكرة التنظيمية من أجل الرفع من أعداد المستفيدين من الدعم التربوي المندمج بالمؤسسات التعليمية، والذي يهدف أساسا إلى التقليص من الفوارق بين المتعلمين، وإلى تحسين جودة التعلمات ونتائج الامتحانات الإشهادية، واستثمار المراقبة المستمرة للدورة الأولى في إعداد الدعم التربوي للدورة الثانية، وهو ما سيساهم في التقليص من ظاهرة الدروس الخصوصية .
 
وبخصوص تفعيل الحياة المدرسية التي ينتظر منها تنمية شخصية التلميذ في أبعادها المختلفة، وإعداده للاندماج في المجتمع، دعا إلى تكثيف المشاركة في النسخة الثانية من جائزة الاستحقاق الجهوية في مجال ترسيخ المواطنة والقيم في المؤسسات التعليمية برسم هذه السنة الدراسية. ولضمان استمرارية التأهيل المندمج للمؤسسات التعليمية، دعا إلى الانخراط في هذا الورش من أجل تحسين جمالية وجاذبية المؤسسات التعليمية نظرا لما حققه من إيجابيات ، وذلك من خلال التخلص من المتلاشيات، وصباغة الفضاءات المدرسية، وتجديد اليافطات، والاعتناء بالأعلام الوطنية، وكتابة النشيد الوطني، والتخلص من الحجرات الآيلة للسقوط وغير الصالحة...
 
من جهة أخرى، دعا السيد المدير إلى استيعاب وتملك المفاهيم الجديدة المرتبطة بالتربية الدامجة، وإلى الانطلاق في تهيئ فضاءاتها في أفق الدخول المدرسي المقبل (10 مؤسسات إضافية بكل مديرية إقليمية).و لم يفته الدعوة إلى تأطير الأستاذات والأساتذة المعينين بالمستويات التي شملها تغيير المنهاج الدراسي، وإلى قياس الأثر، كما طالب بتحيين جماعات الممارسات المهنية وتفعيل أدوارها حتى يعود لها توهجها بصفتها آلية مهمة.
 
وبخصوص الهذر المدرسي، استحضر السيد المدير الخطة الجهوية لمحاربته بناء على خلاصات دراسة دقيقة أنجزتها أكاديمية جهة بني ملال خنيفرة،ومنها أنه لا يمكن مقاربة هذه الظاهرة بشكل شمولي لأنها ظاهرة متشعبة الأسباب، وكل حالة خاصة، وتستدعي تدخلا خاصا بها.
 
وأشار السيد المدير في مداخلته إلى اتفاقيات الشراكة التي تم إبرامها لتوسيع العرض المدرسي، ومنها اتفاقية شراكة بين الأكاديمية ومجلس الجهة بغلاف مالي يقارب 1800مليون سنتيم، يساهم مجلس الجهة فيه بالثلث، وأخرى بين الطرفين لبناء وتجهيز 65 حجرة خلال الفترة 2019/2023 بمبلغ 15 مليون سنتيم، وأنه تم تفويض تنفيذ المشاريع المسطرة إلى الوكالة الجهوية لتنفيذ المشاريع،وستعطى انطلاقة مشاريع البناء قبل ماي 2020.
 
وأكد المشاركون على أهمية هذه اللقاءات التواصلية التي تهدف بالأساس إلى معالجة مختلف المشاكل والإكراهات المطروحة، لربح الرهانات ورفع التحديات، والمتمثلة أساسا في تعزيز المكتسبات، وتطوير المؤشرات التربوية، ولا سيما تعميم التعليم الأولي، وتطوير النموذج البيداغوجي، والارتقاء بمشاريع المؤسسات، ومنظومة الإعلام للتربية والتكوين، وتفعيل الحياة المدرسية، والتربية الدامجة... وكلها أوراش تحتم تعميق التواصل حولها وتملكها، عبر استراتيجية جهوية للتواصل والتعبئة، لضمان انخراط الفاعلين، والتفافهم حول المدرسة المغربية.
 
من جهته أشاد السيد مدير الأكاديمية بالمناسبة بانخراط جميع مكونات الحقل التعليمي في أوراش الإصلاح والتعبئة الجماعية للنهوض بالمدرسة المغربية والارتقاء بالمنظومة التربوية.