جديد انفو - متابعة
قال زايد جرو كاتب وباحث مهتم بالتراث المادي واللامادي بجهة درعة تافيلالت، إن السياحة جسر للتواصل بين الشعوب والأمم والثقافات وحصيلة إنمائية في تطور المجتمعات وارتفاع مستوى معيشة الفرد، مؤكدا أنها المحركة لعجلة الاقتصاد في التشغيل الذاتي والمقاولاتي والجمعوي والتعاوني.
وأكد زايد جرو، في تصريح لجريدة بيان اليوم، أن المغرب غني بمواقعه السياحية والطبيعية التي جعلت منه قبلة للسياح من كل الدول، مستطردا “لكن هذه السنة تداعيات أزمة فيروس كورونا المستجد على قطاع السياحة في كل الدول كان له الأثر السلبي بشكل كبير على القطاع حيث تعطلت المنشآت السياحية في كل المدن المغربية التاريخية العتيقة وتعطل الاشتغال بفضاءات وواحات درعة تافيلالت… ومن المتوقع أن تمتد فترة تعافي القطاع السياحي والسفر وعودته إلى المستويات المسجلة قبل الأزمة مدة طويلة”.
وأوضح زايد جرو، أن السياح بالمغرب أنواع مختلفة منهم من تستهويه المناظر الطبيعية المتعددة والمتنوعة والمختلفة ومنهم من تستهويه الأبحاث الإريكيولجيا والمناطق الأثرية ومنهم من يستهويه التراث المادي والمعمار التقليدي للقصور والقصبات ومنهم من يستهويه التراث الشعبي وعادات المغاربة المختلفة ومنهم من تستهويه العلاقات الاجتماعية والدفء الأسري بين المكونات الاجتماعية المغربية.
واعتبر المتحدث ذاته، أنه في ظل الأزمة الحالية يجب تبني استراتيجية جديدة لتنمية السياحة من أجل التخفيف من آثار الأزمة، والكل مدعو إلى تقييم عام وموضوعي شامل للعرض السياحي الوطني من خلال تبني استراتيجية جديدة مندمجة لتنمية متواصلة للسياحة الداخلية من أجل استقطاب السياح المغاربة لاستهلاك المنتوج السياحي الوطني بكنوزه المادية واللامادية لتقليص التداعيات السلبية للجائحة.
وشدد زايد جرو، على أن انتعاش القطاع السياحي في هذه اللحظة الحرجة يتطلب الترويج لما يوحد جميع المغاربة من إرث ثقافي وتنوع فكري وصناعي تقليدي وتلاقح ثقافي وتعايش سلمي وتجسيده واقعا ملموسا عبر لقاءات واشرطة ومعارض لتقوية اهتمام المتتبعين من الداخل والخارج باعتبار الجانب الثقافي والتراثي هو من يعزز الانتماء الذي يميز البلاد عن غيرها وأحد العناصر الأساسية للهوية الثقافية المغربية.
وأضاف المتحدث أنه يجب الانكباب على الجانب المشار إليه بشكل جدي وسريع لمقاربة مسألة التراث والتنمية السياحية عبر سفريات منظمة وتخفيضات ملموسة في النقل والحجز في الفنادق لزيارة المواقع التاريخية العريقة والبيئة الاجتماعية والثقافية، والأثرية المغربية والحد أو التقليل على الأقل من عدد السياح المغاربة الذين يقضون عطلهم السنوية في إسبانيا أو تركيا الشبيهتين في البنية المعمارية التقليدية للمعمار المغربي الأصيل.
وحسب زايد جرو، “فإذا كانت الوضعية الحالية تمنع التجمعات بشكل كبير فيجب الاشتغال على المنشآت السياحية الكبيرة لتنظيم مختلف الأنشطة الثقافية واللقاءات التي تشتغل على التراث والفن من أجل بناء تصور جديد لسياحة ثقافية مستدامة يمكن أن تكون بديلة وقوية تجلب سياحا آخرين من درجات اجتماعية راقية داخل الوطن وخارجه لمعاينة التنوع الأثري والحضاري، والعلمي، واللغوي المغربي لنقل التراث من الأنا الضيقة للآخر العريض والمتنوع والمتعدد وبهذه الطريقة سيتخذ التراث الثقافي بعداً آخر، غير هامشي وسيحتل مع الزمن قلب التنمية المجتمعية”.
واعتبر زايد جرو، “أن مؤسسات الدولة من وزارة الثقافة ووزارة السياحة والصناعة التقليدية والنقل الجوي والاقتصاد الاجتماعي وغرف الصناعة التقليدية بالجهات، والمديريات الجهوية لقطاع الثقافة ومجالس الجهة والجماعات الترابية والمنتخبين وفروع اتحاد كتاب المغرب ووزارة التربية الوطنية وجمعيات المجتمع المدني والهيئات الثقافية والنقابية والإعلام كلها مسؤولة للترويج الثقافي والعمل على بيان أبعاده الاقتصادية والروحية، وذلك بمحاولة دمج قطاع الثقافة في القطاع السياحي ويجب وضع خطط ملموسة قابلة للتنزيل بدل خطابات تملأ الرفوف بالتدوينات والملاحظات والاقتراحات دون أن تجد طريقا للتنزيل، فبدون انخراط فعلي لهذه المؤسسات لا يمكن الحديث عن دور الثقافة والتراث في تحريك عجلة السياحة”.
وتابع زايد جرو، أن الثقافة مسؤولية جماعية ومشتركة بين جميع القطاعات فهي الوجه الذي تحافظ به الأمم على سيرورتها وكينونتها، مضيفا “فبدون ثقافة لا يمكن الحديث عن الهوية لكن للأسف آخر ما يمكن التفكير فيه هي الثقافة ولا يمكن لقطاع واحد أن يتحمل عبء الترويج والتسويق الثقافي للمنتوج والتعريف به، فرغم وجود غيورين ومتحمسين للحفاظ على الأنا الثقافية المغربية في مواجهة العولمة الداخلة تبقى محاولات محتشمة أمام الميزانية الضعيفة التي تخصص للقطاع "
المصدر: بيان اليوم عدد 9057 يوم الثلاثقاء 22 يوليوز 2020