جديد أنفو / متابعة
القناة الأمازيغية بحر شهر ماي 2014 ، عرفت تحركا غير مسبوق لتجوب مناطق الجنوب الشرقي الممتد، فأثار حضورها انتباه المتتبعين واستفز المسؤولين الذين ظلوا يراقبون عن كثب كل تحركاتها فجاب فريقها الأراضي الشاسعة بسيارتهم التي تمخر الجبال والفجاج وتسابق سراب حرارة غير مسبوقة عرفتها هذه المناطق خلال الشهر عينه، لتعميق جذور التواصل وتوسيع آفاق ونطاق العمل .
والمتتبع والمشاهد للقناة يدرك العمق الفكري والتوجه الانفتاحي والواعي للفريق الشاب لها، الذي نبش في القيم الأصيلة للجنوب الشرقي والذي يحتاج بالأكيد إلى إعلام قيم لإبراز التاريخ العريق لأمة حظها التعب والغبن والمحن وقساوة الطبيعة وغلظة قلوب المسؤولين رغم ما قدمته هذه الفيافي للوطن من تضحيات جسام زمن بناء الهوية المغربية للتصدي لشراسة هجمات الغزو الأجنبي .
القناة حطت الرحال بمنطقة تديغوست وكان صلب اهتمامها : " قصور أيلة للسقوط في ظل غياب برامج لترميمها" .
لتصل منطقة كوليمية لتعالج موضوع : " شاب معاق يمتهن مهنة إصلاح الدراجات بمركز كلميمة ".
لتصل إقليم تنغير لتقارب الأعمال الثقافية التي نبشت في التراث الأمازيغي بالمنطقة فكان لها حديث مع كتاب عروس تودغى فقاربت هم المثقفين وانشغالاتهم بالمنطقة في موضوع : " زايد جرو كاتب ينهل من عادات وتقاليد الجنوب الشرقي ".
لتصل إلى التعايش السلمي بين المسلمين واليهود بإغرم نوسفالو في موضوع : " إغرم نوسفالو رمز للتعايش بين المسلمين واليهود ".
القناة حلت بمنطقة حصيا بألنيف وهي اولى القنوات التي وصلت المكان وصبرت وتعبت من أجل نقل معاناة الساكنةمع الصحة والماء الشروب فحاورت الساكنة رجالا ونساء رغم مضايقة السلطة .
ليختم الفريق جولته بمدية الرشيدية في موضوع : " حي سكني بالمدار الحضري بدون كهرباء ولا ماء شروب "
طريقة نقل الأحداث حقيقة كانت احترافية بلغة نابعة من الإحساس العميق بالمعاناة، فيها شاعرية كبيرة وتصوير صادق للمشاهد بربورطاجات حية فاعلة وجادة بعمق في الرؤيا والتفكير وبمنهجية في المعالجة، فجمعت بيت التأصيل للقيم وبين ما تتطلبه هذه المناطق من اهتمام لتدبير الحياة الفردية والجماعية، ونحيي فريق العمل الشاب والعز والسعد للبوعزاوي سعيد والخير كله ليوسف الخير، وأملنا فيهما كبير لتجديد التفاعل والتواصل لربط الجنوب بالشمال للمساهمة إعلاميا في نقل انشغالات الجنوب الشرقي في عراكه اليومي والدائم مع الجهل والتجاهل والإقصاء والنسيان .
