المهدي السجاري

انسحب امحمد كرين، وسعيد السعدي، من سباق الأمانة العامة لحزب التقدم والاشتراكية، حيث سجل الرجلان، في بلاغ جرى توزيعه صباح أمس الاثنين على عموم المؤتمرين، رصدهما ل «خروقات فظيعة» خلال الإعداد للمؤتمر، و» لتجاوزات خطيرة أثناء انعقادها بلغت حد الاعتداء الجسدي على قيدوم الحزب وعضو مكتبه السياسي محمد لبيض من طرف عضوين من المكتب السياسي وعدد من الأشخاص»، حسب ما جاء في نص البلاغ.

وتحدث كرين والسعدي، وفق بلاغ إعلان الانسحاب من الترشح للأمانة العامة للحزب، عن ما اعتبراه «الإغراق المقصود للجنة المركزية، التي كان من المقرر تقليصها، بعدد بلغ تقريبا نصف المؤتمرين والمؤتمرات، أي ما يناهز الألف».

إلى ذلك، نزل نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية المنتهية ولايته، بكامل ثقله في حدود الساعة الخامسة من صباح أمس الاثنين، من أجل إنقاذ المؤتمر من وضع «البلوكاج» بعدما تحولت أشغال اختيار أعضاء اللجنة المركزية إلى ملاسنات ومشادات كلامية كادت أن تتحول إلى اشتباك بالأيدي بين بعض أعضاء الديوان السياسي للحزب.

وتدخل بنعبد الله، إلى جانب مولاي إسماعيل العلوي لتهدئة الوضع، في اجتماع لجنة الانتدابات والترشيحات مع كتاب فروع الحزب، خاصة بعدما انسحب محمد لبيض كرين، عضو الديوان السياسي للحزب، من أشغال الاجتماع غاضبا، بعدما قال إنه تعرض لهجوم من طرف عضوين بالديوان السياسي.

وعمل الأمين العام المنتهية ولايته على نزع فتيل التوتر من القاعة، حيث أكد على ضرورة «معالجة الحادث المؤسف بين مجموعة من الرفاق المسؤولين الذين اشتغلوا جنبا إلى جنب لمدة 4 سنوات، لأنه من الضروري أن يكون الجميع حاضرا في أشغال المؤتمر، كيفما كانت الميولات والتوجهات والمواقف».

وحسم بنعبد الله «الورطة» التي وجدت فيها لجنة الانتدابات، بعدما قدم لها أكثر من 1600 ترشيح للراغبين في الوصول إلى اللجنة المركزية، بخطة اعتمدت على معالجة ملتمسات الفروع التي أحست بما وصفته بـ»الحيف» في التمثيلية داخل اللجنة المركزية، وهو ما أدى إلى انفراج حالة «البلوكاج» التي عرفها المؤتمر منذ أول أمس السبت، واستمرت إلى إشراقة صباح أمس الاثنين.

وأكد بنعبد الله، في كلمة توجيهية للحاضرين في الاجتماع المغلق، على ضرورة العودة إلى الهدوء. وأضاف: «أترجاكم أن نعمل على إقناع هذا الطرف والفرع والشخص من أجل تجاوز هذا الوضع، ولن أتطفل ولن أتسلط، بل غادي نرغب ونزاوك لحل هذا الإشكال»، حيث بدأ الرجل في جبر خواطر الغاضبين من اللائحة التي أفرزتها لجنة الترشيحات.

وحسب مصادر مطلعة فإن المعايير التي جرى اعتمادها من أجل العضوية في برلمان الحزب تمثلت في نسبة وجود عدد المنتخبين من برلمانين ومنتخبين محليين، وأيضا نسبة الانخراطات، وهو ما أدى إلى إقصاء عدد من المرشحين.

وقبيل تدخل نبيل بنعبد الله، احتج مؤتمرو بعض الفروع، وعلى رأسهم عدد من المنتمين لفروع جهة الدار البيضاء، مما اعتبروه حيفا طالهم من الاختيارات التي قامت بها لجنة الترشيحات، إذ قادت احتجاجات قوية هددت فيها بوقف أشغال المؤتمر في حالة ما لم يتم إنصافها.

وأدت حالة التأخر التي عرفها المؤتمر، بسبب إشكالية كثرة الترشيحات لبرلمان الحزب، إلى تمديد أشغاله إلى غاية يوم أمس الاثنين، حيث انطلقت أشغال تقديم البيان العام للمؤتمر والمصادقة عليه، واقتراح تركيبة مجلس الرئاسة والمصادقة عليها، والإعلان عن نتائج عملية انتخاب اللجنة المركزية، والإعلان عن الترشح للأمانة العامة، في حدود الساعة العاشرة من صباح يوم أمس، فيما كان يفترض أن ينتهي المؤتمر من أشغاله أول أمس الأحد.

إلى ذلك قاد مولاي إسماعيل العلوي، الذي يحظى باحترام خاص من لدن التقدميين، ما يشبه «مفاوضات» مع عدد من الأعضاء الذين أعلنوا عن ترشحهم إلى الأمانة العامة للحزب، وذلك من أجل «حفظ ماء وجه بعضهم» وتفادي وقوع أي توجهات قد تسيء إلى المؤتمر، حسب مصادر جيدة الاطلاع.

وشوهد مولاي إسماعيل العلوي وهو ينفرد بالمرشح سعيد السعدي، بجانب الخيمة التي كانت تحتضن الجلسات الرئيسية للمؤتمر. كما جرى ربط الاتصال بالمرشحة نزهة الصقلي، التي التحقت بالمكان، حيث انغمست في حديث ثنائي مع مولاي إسماعيل العلوي.

المصدر: المساء