زايد جرو - الرشيدية / جديد انفو

بكت الطبيبة وبكى الطبيب وجف حلق  كل من يوجد في الصفوف الامامية وجها لوجه مع كورونا تحسيسا وتنبيها  بخطورة المرض وتجنب البلاد الاسوأ وكان الاشتغال ومازال في ظروف صعبة  وقاسية وعانى الجميع في صمت لان المرحلة وطنية بامتياز تتطلب الصبر ونكران الذات  في ظل شح الامكانيات  للتعويض عن مخاطر العمل في  الطوارئ المستجدة فاجمع  الغيورون أنه  لابأس الازمة  ستمر وهي ايام ' حا تْعَدي '  والسلام.

لكن المفاجأة كانت أعنف على الرأي الوطني حين تم تداول بشكل واسع وبسخرية مقيتة  تعويضات بعض الفنانين دون غيرهم  ودعم مشاريعهم الغنائية، وفهم المواطن الرسالة  بعنف واعتبرها استفزازا لشعوره دون مراعاة الوضع الكارثي للبلاد ولا النفسية المتأزمة والمنقبضة للعديد من القطاعات الانتاجية ، والمتتبعون  أدركوا الخلل  ولم يتقبلوا الإساءة  في الوقت الذي ينتظر فيه الجميع التضامن و التقشف في ميزانيات التسيير والتدبير من اجل الصحة  العامة .

اهل القطاع الفني بدورهم تذمروا لا حسدا ولا غيرة بل حرك فيهم السخاء القيم النبيلة المتأصلة والحس المرهف الذي يميز الفنان عن غيره من عامة الناس فطالبوا بالمحاسبة واعادة ترتيب الاوراق من اجل انصاف الشعب في هذه المحنة الوبائية  ومن اجل فنانين اخرين باعوا الاتهم من اجل ان يستمروا قليلا حتى يأتي الفرج.

المواطنون ساهموا بما قدر الله باقتطاع من اجورهم او بضخ مبالغ مالية قليلة او كثيرة او برسائل قصيرة  من اجل الصحة العامة  في وقت يسمعون فيه السخاء في التوزيع من ميزانية  انبنت على أكتاف الشعب  لدعم مشاريع غنائية من نوع ما، مما  قوى وسيقوي الفجوة  والعداوة بين الفنان والشعب ،فكيف سيستمتع شخص ما بأغنية فنان يعلم بانها نالت الدعم في زمن كورونا  وبالتالي فذاك الدعم  المقدم ربما سيقضي على مستقبل بعض الفنانين لأن الشعب استصغرهم  وسيتصغرهم أكثرمستقبلا ، فكل الفنانين مصنفون حسب درجاتهم عند المتتبعين والشعب يعرف من هو ذا ومن هي تلك والاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي مجدت كل شهيد وكشفت  سوأة كل أثيم .

الكثير من فناني الظل والمناطق المنسية في حاجة الى الدعم ولو ريالات معدودة حسب نصيبه من ذاك الدعم  لكن القناعة والصبر الذي " طيبهم ' طول الحياة  ألْجم  اللسان وكفه عن الطلب لان الزمن الحالي يستدعي التعاون والصبر  لتجاوز الازمة ،وكم بكت الطبيبة  الرمز بدموع حارقة  وهي تردد " صبروا معانا تنترجاكم "  وتركت الاثر مدى الحياة لانها نطقت عفويا وعبرت دموعها عن حرقة الوضع فلخصت كل شيء ، لان  حبا طاهرا زكيا للحياة يسري في دمائها رغبة في الصحة العامة وتجنبا للأسوأ مستقبلا.