حنان الشاد ـ مكناس/جديد أنفو
قليلا ما نجد مراكز شبه حضرية ترقى إلى مستوى ثقافي واجتماعي ينافس المدن الحضرية. ونادرا ما نجد مدنا حضرية مكوناتها السياسية أو المدنية لها الغيرة الشديدة والتفاني الخالص من أجل فتح مجال للساكنة خاصة منها الشباب والنساء من أجل استثمار قدراتهم وتطوير كفاءاتهم بمختلف الميادين رغم تواضع الامكانات المادية واللوجستيكية.
لكن عبر مراحل عدة من تظافر الجهود، استطاع مركز الحاج قدور التابع لجماعة سيدي سليمان مول الكيفان نواحي مدينة مكناس، أن يقدم الصورة الايجابية للعموم من خلال تحقيق مشاريع هامة من حيث التهيئة، وتشييد منشآت تربوية ودينية وثقافية بمعايير عالية الجودة من حيث البناء والتدبير.
فكل المكونات التي تنتمي للنطاق الجغرافي بالحاج قدور، من جمعيات وسلطة محلية وكذا جماعات ترابية، لا تأبى إلا أن تتعاون لإنجاح أي مشروع يعود على الساكنة بالنفع الكبير وأيضا لإقرار العدالة الاجتماعية والاستقرار الاجتماعي وكذا الاقتصادي.
ومن بين المشاريع التي خرجت للوجود والذي تعتبره الساكنة قيمة مضافة بالحاج قدور على خلاف باقي الدوائر الأخرى، أذكر المركز السوسيو ثقافي والتربوي إلى جانب المسجد بالحاج قدور الذي ولد من رحم جمعية الإمام مالك الشريك الأول بالمشروع ،واقترح على الجهات المعنية، ليصبح بعد ذلك تطبيقا على أرض الواقع.
يتميز المركب السوسيو ثقافي والتربوي بالحاج قدور بمساحة شاسعة، تصميم حديث وبمعايير عالية، معدات لوجستيكية متطورة، وبرامج سوسيو ثقافية وتربوية متنوعة وفعالة، هذا إضافة إلى كفاءات في التدبير والتسيير.
وتجدر الإشارة إلى أن جمعية الإمام مالك الشريك بالمشروع قد ساهمت إلى جانب جهات أخرى بمبالغ مالية هامة في الإنشاء والتجهيز، إذ بلغت مساهمات كل الأطراف الشريكة بالمشروع في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية إلى جانب الجمعية بمايلي:
فيما يخص توفير الاعتمادات المالية الضرورية لإنجاز الدراسات وأشغال بناء المركز السوسيو ثقافي التربوي فقد ساهمت عمالة مكناس بالدرهم 00. 2000.000.
جهة مكناس تافيلالت آنذاك ب 1000.000.00 درهم. كما ساهمت المندوبية الجهوية للصناعة التقليدية بمكناس ب 200.000.00 درهم من أجل توفير التجهيزات الضرورية لورشات التكوين في حرف الخياطة والطرز والزرابي. وساهمت جمعية الإمام مالك ب 3000.000.00 درهم لبناء المسجد والمرافق الملحقة به (محلات تجارية ومسكنين).
أما فيما يخص التجهيز، فقد ساهم كل من عمالة مكناس ب 300.000.00 درهم لإنجاز المشروع، مجلس عمالة مكناس ب 100.000.00 درهم لإنجاز المشروع من خلال الصفقات المتبقية من صفقة بناء المركب ، جماعة سيدي سليمان مول الكيفان ب 240.000.00 درهم . هذا وقد أوكلت مهمة التدبير والتسيير لجمعية الإمام مالك حاملة المشروع في شخص السيد المدير عبد اللطيف العمري إلى جانب باقي أعضاء الجمعية.
ومن خلال تصريحات أجرتها جريدة جديد أنفو مع بعض الساكنة بمركز الحاج قدور، فإن الأغلبية يشيدون بإنشاء المركب السوسيو ثقافي التربوي بالحاج قدور خاصة منهم النساء والفتيات اللواتي خولت لهن الفرصة لمتابعة ورشات التكوين بمختلف المجالات خاصة منها الطبخ والفصالة والخياطة والصناعة التقليدية، كما عبرت أمهات عن امتنانهن لاحتضان أطفالهن والسهر على تعليمهم بالروضة التي يشتمل عليها المركب إضافة إلى انضمام أغلبية التلاميذ إلى حصص الدعم والتقوية التي يوفرها المركب خاصة في ظل الظروف الراهنة لانتشار فيروس كورونا والذي جعل من الحيز الزمني لسير المسار التعليمي يتقلص إلى حصتين فقط بالأسبوع لكل مستوى.
مجهودات جبارة آتت أكلها وتحتاج لكل الدعم والالتفاتات الجادة من أجل تطوير المشروع وتوفير مختلف الموارد البشرية والاقتصادية لضمان صيرورة نجاحه ومردوديته.
ولما لا التفكير في اعطاء الحاج قدور المركز القدرة الاستقلالية اللامركزية في التدبير والتسييير كجماعة مستقلة بذاتها من أجل فاعلية أكثر وتعاون أنجع بين مختلف المكونات.
وكما يطلقون لقب "فرانسا تمزيت" على المركز الشبه الحضري الحاج قدور، فلما لا تصبح "جماعة الحاج قدور"؟