زايد جرو - تنغير / جديد انفو

البارحة السبت مساء  عاش سكان حي بوكافر بمدينة تنغير وكل الطرق المؤدية للمدينة رعبا وخوفا لا مثيل لهما من شخص يبدو أحيانا غير سوي، وأحيانا كثيرة يبدو عاديا يسير في الشارع العام باحترام  تام، لكن قبل آذان المغرب بقليل دخل الحي وبدأ يطارد النساء والصغار ويلاحقهم حتى عتبات  البيوت التي تعرف تجمع الجيران والأحباب  على عادة مدن وقرى الجنوب الشرقي حين يلطف الجو وتنتهي الاشغال المنزلية ويكون المجال فسيحا لتقاسم الهموم وتداول الاخبار الخاصة جدا جدا ، فتدخلت المارة  لإبعاده ثم أقدم على سيارة واقفة وبدأ يكسر زجاجاتها مما اضطر الغيورين على المجتمع المدني إلى إبلاغ الشرطة حول الحادث ،وبعد آذان المغرب وصل وسط المدينة ليكسر زجاج مؤسسة بنكية بالحجر ويكسر  زجاج سيارة أخرى كانت واقفة بجانب الطريق. .

وفي مثل  هذه الحالات المجتمع المدني يطرح تساؤلات عدة:  من سيعوض الذين أصابهم الأذى أو أصاب  ممتلكاتهم الضرر والتلف ؟  ومن يخول له القانون  بتتبع المعتدي  وإيقافه حتى لا تتكرر مثل هذه الاعتداءات؟ فإذا كانت الوقاية المدنية مسؤولة على  التقاط مثل هذه الحالات فعليها من حين لآخر أن تقوم بما يلزم ولا تنتظر المكالمات الهاتفية لتتحرك بسرعة جنونية ، وإذا كانت المسؤولية مشتركة بينها وبين الباشوية والبلدية فعليهم جميعا أن يعلموا بأن ما يزيد على ثلاثة أشخاص يروعون المدينة  تقريبا كل مساء  وتستوجب سلامة المواطنين  نقلهم إلى مدن أخرى فيها مؤسسات  ترعى مثل هؤلاء بسيارة إسعاف خاصة بحراسة مشتركة بين الوقاية والسلطة والأمن  لتعيش الساكنة  في هدوئها المعتاد وليستفيد هؤلاء من حقهم في العلاج، فلم يكن الحمق ذات يوم  اختيارا شخصيا بل هو مرض مركب من العقد يتطلب تدخل اختصاصات طبية ورعاية مركزة في مراكز استشفائية بنيت لهذا الغرض.

وقد عرفت مدينة تنغير  منذ مدة تقاطر العديد من الحالات غير السوية على المدينة تنقلهم الحافلات  القادمة من مدن بعيدة أو قريبة وترمي بهم بالمدينة وكأنها مستنقع للحمقى والمعتوهين والمجانين  ليعيشوا التشرد النفسي والاجتماعي الذي ربما فُرض عليهم   نتيجة أوضاع اقتصادية  هشة أو هزات نفسية عنيفة  أسرية وعائلية أو مجتمعية ليعيشوا  بجانب المحطة  اللاطرقية التي تتحول في الليل والنهار  وأثناء حلول أي حافلة إلى  تدافع وعراك و سب وشتم وكلام بذئ لا أخلاقي .

الصورة من الأرشيف