يونس الشيخ - الدار البيضاء / جديد انفو
إن المتتبع لتطورات ملف الضابط السابق مصطفى أديب بفرنسا سيقتنع حتى الإيمان، بأن الرجل وعوض تقديمه اعتذارا للمغرب والمغاربة واعترافه بأن ما قام به هو مس خطير ولا إنساني بحق مسؤول في مؤسسة يكن لها المغاربة احتراما خاصا، وقبله قائد له مكانة خاصة في قلوبهم، هو الملك محمد السادس، باعتباره قائدا أعلى للقوات المسلحة الملكية، عندما بعث بباقة ورد مُسيئة ورسالة شديدة اللهجة إلى المفتش العام السابق الجنرال دو كور دارمي بناني، عوض كل ذلك، واصل أديب إساءاته للمغاربة بتقديم دعوى قضائية ضد مسؤولين عسكريين ومدنيين مغاربة من بينهم الملك.
بالنسبة للمغاربة فإن ما يقوم به مصطفى أديب الآن بعد هو تطبيق حَرْفي وحِرَفي للمثل المغربي "ضربني وبكا وسبقني وشكا"، خاصة وأنه "سْبق العِيب" أكثر من مرة، ومس المغاربة في مشاعرهم ورموزهم مرات كثيرة، ثم أساء إلى مسؤول عسكري يخضع للعلاج بعد انتهاء مهامه العسكرية.
ومن الناحية الإنسانية فإن المغاربة في ثقافتهم وتقاليدهم وقناعاتهم سيصفون ما قام به أديب بالأمر غير الإنساني مهما كانت الأسباب، ومهما وصلت اتهامات مصطفى أديب لأي مسؤول مغربي، حيث أن "المغربي القح" يترفّع عن كل الصراعات والخلافات في حالة كهذه، ويضع الجانب الإنساني فوق كل اعتبار، غير أن أديب أظهر شخصية أخرى غير التي نعرفها نحن المغاربة.
وبعيدا عن كل هذه المعطيات وبكل موضوعية، يطرح السؤال نفسه بحدة، ما الذي جعل أديب يؤجل الدعوى القضائية ضد 30 مسؤولا مغربيا، بينهم الملك، إلى الآن؟ ومن الذي كان يجب أن يضع دعوى قضائية لدى العدالة الفرنسية بعد هذا الحادث المؤسف؟ هل أديب الذي يبحث عن أي سبب للإساءة إلى بلاده، أم المغاربة الذين سئموا مثل هذه الحوادث ومسببيها؟.
باختصار وآخر الكلام، لا أعتقد أن الضابط مصطفى أديب لم يسبق له أن سمع بقولة "من يوجه بندقيته باتجاه قلب الوطن، لا يشعر بيد أعداء بلاده وهي تعبث بشرفه بدون شك".