عمر وهابي - ورزازات / جديد انفو

نظمت الدورة الثامنة عشرة للمجلس  العلمي بقصر المؤتمرات بمدينة ورزازات ، وذلك يومي 20 و21 يونيو 2014. بعد أن عرف اليوم الأولى  جلسة مغلقة ، عرف اليوم الثاني انطلاق الدورة بقصر المؤتمرات  على الساعة العاشرة صباحا ، افتتحها الأمين العام للمجلس الدكتور محمد يسف موضحا دواعي اختيار مدينة ورزازات  حاضرة درعة لاحتضان هذه الدورة ، درعة مهد العلم والحضارة والذي جسدته الزاوية الناصرية . وعرفت هذه الدورة عدة مداخلات هي على التوالي:

المداخلة الأولى : تدخل الأستاذ الحسين وجاج مبرزا أهم أعلام الزاوية الناصرية معتبرا هذه الأخيرة منارة علمية لإقامة الدين وإصلاح أحوال المسلمين إبان تأسيسها وكذا الدور التاريخي الذي لعبته في مد الجسور بين كل من درعة وجزولة وباقي المناطق .

المداخلة الثانية : أقالها الدكتور يوسف فوزي وعرج من خلالها على صفحات خالدة من تاريخ الحركة العلمية بورزازات الكبرى ، تلك الحركة التي نشأت منذ الفتح الإسلامي للمغرب ، كما عرض للمظاهر الحركة العلمية ممثلة في الجوامع والزوايا والمدارس العتيقة والكتاتيب القرآنية والمكتبات التاريخية وخصوصا منها  مكتبات الزاوية الناصرية بتمكروت ـ زكورة  ـ علاوة على أعلام هذه الحركة بكل من درعة ورزازات ، ودعا الى إحياء هذا الثرات العلمي لأن العلم حسب تعبيره "رحم بين أهل.

المداخلة الثالثة: تكلف بإلقائها عبد الرحمن المتقي رئيس المجلس العلمي بزكورة تطرق من خلالها الى ميلاد الزاوية الناصرية ونشأتها على يد أحمد بناصر وما عرفته تلك المرحلة العصيبة من تاريخ المغرب  ـ أفول الدولة الزيدية ـ وما لعبته الزاوية في إعادة الاستقرار وتمتين الأواصر ...

المداخلة الرابعة : أشار من خلالها الأستاذ لحسن من العزيز الى دور الإشعاع الديني والعلمي والعملي للزاوية الناصرية لاعتبارها إحدى الزوايا الثلاث في المغرب في القرن العاشر الهجري الموافق ل السادس عشر ميلادي . وركزت مداخلته هذه على محورين من هذا الإشعاع ، يتمثل الأول في المحور الديني في جانبه العملي وما يتعلق بالسنة ومحاربة البدع . أما المحور الثاني فهم الجانب التصوفي باعتباره الشرع العملي ذلك أن التصوف حسب تعبيره هو الخالص من البدع والذي تمكنت الزاوية من تحقيقه ، وقد كان له الدور في تفعيل الجهاد ذلك أن محمد بناصر الأب كان يشيد بالمجاهدين حسب ما أوردته كتب التاريخ.

المداخلة الأخيرة : ألقاها الأستاذ إيدار بن الشيخ عضو بالمجلس العلمي المحلي بورزازات .تحت عنوان الشيخ أحمد الخليفة علم من أعلام الزاوية الناصرية  من الميلاد إلى المشيخة ومنها إلى الوفاة . وجاء في معرض حديثه عنه أنه وارث سر الزاوية الناصرية وأن تمكر وت مهدها بلغت أوجها العلمي والديني في عهده ، كما أبرز المؤيدات التي بوأته تلك المكانة ، كما أشاد بأخلاقه وكرماته منذ أن كان شيخا إلى حين وفاته ، وما خلفه من آثار علمية مكتوبة أهمها الرحلة الناصرية في جزأين...

وفي نهاية المداخلات تناول الكلمة وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية السيد أحمد التوفيق نوه فيها بالمداخلات التي قدمت خلال الندوة مناديا بنشرها كما أشاد بدور الزاوية الناصرية على مدى التاريخ ، واعدا بفتح مدرسة عتيقة بالمنطقة تليق بهذه الزاوية .

وفي الختام شكر الأمين العام للمجلس المتدخلين والحاضرين .وبالمناسبة ألقيت قصيدتان شعريتان كانت الأولى بعنوان  "في جنبات درعة" لشاعر المغربي محمد الركي ، والثانية من إلقاء الشاعر محمد أتلاع الصنهاجي الو رزازي بعنوان " حظ سعيد مدينتنا". بعدها تابع الحاضرون شريطا وثائقيا  لأهم أنشطة المجلس العلمي المحلي لورزازات منذ التأسيس. ليختتم إلقاء بالدعاء الصالح لأمير المؤمنين ولشعب المغربي قاطبة.

وللإشارة فقد حضر الندوة جم غفير من الجمهور : علماء وأئمة وأعضاء المجالس العلمية المحلية والجهوية والوطنية ومجموعة من المثقفين والفعاليات ، واستغرقت الندوة أربع ساعات .