محمد ايت حساين - تزارين / جديد أنفو
أصبح الهاجس الأكبر الذي يؤرق بال سكان جميع الدواوير والجماعات القروية لمنطقة زاكورة هو الحصول على قطرة ماء صالحة لري العطش في ظل حرارة شمس صيف حارقة، فشح الماء هو موضوع نقاش في كل مكان ، بل أصبح واقعا ملموسا يهدد المنطقة بأكملها.
ويعد هذا النقص في المياه من بين أكبر المشاكل التي تعاني منها المنطقة و الساكنة على حد سواء بشكل يومي منذ سنوات، فبسببها ارتفعت نسبة الهجرة القروية من المنطقة في اتجاه المدن المجاورة، وبدأ السكان يعيشون في أزمات و في ظروف صعبة، فأسباب ذلك تعود بالأساس إلى محدودية مصادر المياه في المنطقة التي لا تتعدى المطامر التي تختزن مياه الأمطار و الآبار التي تأثرت بضعف مخزون الفرشة المائية حيث تقل فيها نسبة المياه أو تنعدم خاصة في فصل الصيف، وذلك ما جعل السكان يتنقلون لآبار بعيدة جدا عن موطن سكنهم.
فأزمة الماء ليست و ليدة الفترة الراهنة التي تعرف توالي سنوات الجفاف، وإنما هي أزمة دائمة استمرت منذ عقود، و تزداد خطورة في ظل التزايد الديموغرافي و نضوب المياه في المنطقة في غياب عناية االمسؤولين على المستوى الإقليمي و الجهوي و المركزي والتفكير في حل هذه الأزمة أو على الأقل خلق مبادرات للحد و التخفيف من خطورة الوضع، عوض تجاهل صرخات السكان، وتركهم يكابدون "وباء" العطش في عزلة حادة ،و بإمكانات محدودة جدا، مما جعل أغلب دواوير و مداشر المنطقة منكوبة تنخرها الهجرة و كل الآفات الاجتماعية الأخرى.
الصورة من الارشيف