سعيد وعشى*

في إطار برنامج أسبوع الاستقبال الذي خصصه المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين لجهة درعة تافيلالت - المقر الرئيس بالرشيدية لمتدربي سلك الإدارة التربوية فوج 2022 - 2023، تم الخميس 15 شتنبر الجاري بالقاعة الكبرى بالمركز تقديم درس افتتاحي للموسم التكويني 2022- 2023 في موضوع " قيادة التغيير والارتقاء بالتدبير الإداري للمؤسسات التعليمية " بتأطير من الأستاذ المكون بالمركز عبد الرحيم دحاوي و بتسيير من المدير المساعد المكلف بسلك تكوين أطر الإدارة التربوية واطر هيئة الدعم الخلافة المتوكل .

الأستاذ المؤطر للدرس الافتتاحي قارب الموضوع من ثلاث جوانب ويتعلق الأمر بمفهوم التغيير ومتطلباته، ووظائف المؤسسة التعليمية وخصائصها، وأخيرا مؤهلات المتصرف التربوي القادر على قيادة التغيير بالمؤسسة التعليمية .

الاستاذ دحاوي في بداية مداخلته أكد ان مفهوم التغيير مفهوم متنوع ومتشعب، بسبب تعدد الباحثين والدارسين والممارسين له في علم الإدارة، إضافة إلى اختلاف طبيعة ونوعية ومجالات التغيير، والتباين في المنهج المستخدم والأساليب والاستراتيجيات.

وأشار بأن التغيير أصبح في عصرنا هذا ضرورة ملحة، وأن الخوف من التغيير يجعلك متجاوزا، معتبرا ان التغيير المنشود في المؤسسات التعليمية يجب ان ينطلق من تغيير الثقافة التدبيرية  في أفق تحقيق تغيير مستدام، بهدف الوصول لأعلى مستويات الجودة في العمل .

وعرف الأستاذ مفهوم التغيير المؤسساتي ب "قيادة المؤسسة من وضعية كائنة إلى وضعية متغياة، بقصد التطوير والتكييف، وذلك بتغيير ثقافتها التدبيرية من جهة اولى، وبتغيير الطرائق والوسائل التي تروم اليها الوضعية المنشودة من جهة ثانية" . 

وفي معرض حديثه عن وظائف المؤسسة التعليمية وخصائصها، قال ان المهام الأساسية التي تقوم عليها المؤسسة التعليمية والتي تحدثت عنها المادة الخامسة من القانون الإطار 51.17 هي التربية وإنتاج ونشر المعرفة، و التنشئة الاجتماعية والتربية على قيم المواطنة والانفتاح والتواصل والسلوك المدني؛ والتعليم والتعلم والتكوين والتأهيل والتأطير، وتحقيق الاندماج الثقافي للمتعلم، وتيسير اندماجه وتفاعله الإيجابي مع محيطه؛ ... 

مشيرا ان الميثاق الوطني للتربية والتكوين تحدث هو ايضا ان مواصفات المؤسسة التعليمية المنشودة من خلال وصفها بمؤسسة مفعمة بالحياة، ومتعددة الأساليب وتشجع التعلم الذاتي ، ... وكذا الرؤية الاستراتيجية للإصلاح 2015-2030 التي تحدث عن مؤسسة تتسم بمبدأ الإنصاف وتكافؤ الفرص، مفعمة بالحياة، وقادرة على إدماج الفرد في المجتمع، و متعلمة وذات ثقافة تدبيرية . 

وفي الشق الأخير من الدرس الافتتاحي تحدث الأستاذ المؤطر عن الفرق الذي يميز المدير التربوي عن باقي المدراء الاخرين، وعما يميز مدير مؤسسة تعليمية عن المدير الإقليمي والجهوي والمركزي، باعتباره هو الفاعل التربوي المباشر والأساسي في أجرأة كل برامج إصلاح المنظومة التربوية ، معززا ذلك بأمثلة من الواقع المعاش . 

وفي جوابه عن سؤال مؤهلات المتصرف التربوي القادر على قيادة التغيير بالمؤسسة التعليمية، قال الأستاذ دحاوي ان الاقتناع بضرورة التغيير وما يمكن القيام به في ظل الاختصاصات المخولة، والإمكانيات المتوفرة شرطان أساسيان لقيادة التغيير، وان المدير الناجح يجب ان يكون قدوة ومتمكنا من المعارف الضرورية للتدبير الناجح، باعتبار ان كل نظرية دون تطبيق تبقى جوفاء وكل تطبيق بدون نظرية يبقى أعمى، والمدير الناجح أيضا هو القادر على الملاحظة، والمؤثر في الآخرين، بالتواصل معهم بمهارة، والعمل بالفريق لتحقيق الأهداف المطلوبة، وهو المطور لنفسه وقدراته ، وإمكانيّاته، ومهاراته، بالاستفادة من بعض التجارب الناجحة والدورات التكوينية ومن الفعل التدبيري . 

الموضوع فتح نقاشا موسعا وتم الخروج بالكثير من الاستنتاجات والخلاصات، من قبيل ضرورة الإيمان بحتمية التغيير، والاستعداد له، ووضع خطط واستراتيجيات لتنزيله وفق مقاربة شمولية تأخذ بعين الاعتبار العمل بالفريق .

* سعيد وعشى : متدرب في سلك الإدارة التربوية بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين - المقر الرئيس بالرشيدية