حذر القياديان في جماعة العدل والإحسان، فتح الله أرسلان وعبد الواحد المتوكل، الدولة وكل المتدخلين السياسيين من الوضع السياسي والاجتماعي والاقتصادي، الحرج، في المغرب، محذرين من مغبة انفجار الوضع في أي وقت وانفلات الأمور في اتجاهات لا تحمد عقباها، خصوصا وأن «الاستبداد عاد بقوة والمستبدون لم يقدموا أي تنازل عن مصالحهم وهذا لا يمكن أن يؤدي إلا للانفجار».
وقال أرسلان، خلال اللقاء التواصلي الذي عقدته قيادة الجماعة، مساء الخميس المنصرم، مع عدد من الصحافيين، بأحد المنازل بالرباط، إن «الجدران تكاد تنهدم على أصحابها ويجب تدارك الأمر قبل فوات الأوان»، معتبرا أن فتح حوار بين جميع الفرقاء السياسيين، دون شروط مسبقة، بات أمرا ملحا».
وحذر أرسلان من الحوارات العقيمة التي لا تصدر عنها أية نتيجة وقال: «لا مناص من الحوار الجاد بدون خطوط حمراء، على مرأى ومسمع من الناس، وكفى من الحوارات المغلقة التي كانت تدار خلف الشعب فيكون مصيرها الفشل، لأنها حوارات فوقية ولا دخل للشعب فيها».
وجوابا على سؤال لـ»المساء» حول طبيعة الحلفاء المفترضين للجماعة بعد تفريطها في حلفائها الاجتماعيين المتمثلين في حركة 20 فبراير، وحلفائها الإيديولوجيين ممثلين في حزب العدالة والتنمية، وكذا عدم استجابتها لفعاليات يسارية، التي تدعو إلى تأسيس «جبهة ضد المخزن»، قال أرسلان بأن الجماعة منفتحة على جميع الفرقاء، إلا الذين يريدون أن تصبح مثلهم قبل بدء أي حوار، في إشارة إلى أحزاب اليسار الراديكالي، مستطردا بأن 20 فبراير لم تكن هدفا في ذاتها، بل حلقة في مسار مواجهة الاستبداد والفساد، استنفدت شروط وجودها، وأن الجماعة مستعدة للانخراط، مستقبلا، في أي شكل بديل.
وفيما يتعلق بالوضع الإقليمي والدولي للمغرب، اعتبر القياديان في الجماعة بأن المغرب يعيش أزمة جوار غير مسبوقة مع محيطه، مستدلين بـ»تدهور العلاقة مع الجزائر وإسبانيا وموريتانيا وفرنسا والاتحاد الإفريقي»، مضيفين أن الحديث عن تغلغل المغرب في «العمق الإفريقي» مجرد شعار يتحطم أمام المعطيات المادية الواقعية. وعن قضية الصحراء المغربية، قال القياديان إن المغرب «يعيش موقف التبرير والضعف والارتياب».
وانتقد عبد الواحد المتوكل المقاربات الإحسانية للدولة، بقوة، وقال إن «الدولة تعلم الناس التسول عبر توزيع الحريرة». وفي السياق ذاته، قال المتوكل إن «المخزن انتقل من دولة إلى جمعية منافسة لجمعيات المجتمع المدني تقوم بمحاربة الأمية وتوزيع الفتات على الفقراء».
المصدر: المساء