جديد أنفو - تنغير / متابعة

دخلت ساكنة جماعة إميضر عامها الرابع في الاعتصام المفتوح الذي تخوضه فوق جبل ألبان منذ غشت 2011 دفاعا عن حقوقها المشروعة وضد التهميش والإقصاء الممنهج من طرف السلطات وشركة معادن إميضر التي تستغل أكبر منجم لاستخراج الفضة إفريقيا والذي يتوسط أراضي الجماعة. 

ارتفاع درجة الحرارة لم تمنع ساكنة دواوير جماعة إميضر المترامية في محيط المنجم من الحضور إلى التظاهرة التي نادت إليها حركة على درب 96 (الحركة الاحتجاجية المستقلة التي تؤطر احتجاجات ساكنة إميضر)، فمنذ الصباح الباكر من يوم السبت 02 غشت 2014 توافدت حشود من الإميضريين من مختلف الأعمار إلى وسط مركز إميضر قرب إعدادية البلدة، حاملين لافتات مكتوبة بمختلف اللغات لتخليد الذكري الثالثة لبداية الانتفاضة التي أماطت اللثام عن مدى الحيف الذي تعاني منه ساكنة تفترش أراضيها ثروات نفيسة يتم نهبها من طرف مافيات لا تعرف الوطن والمواطن.

المسيرة الاحتجاجية ردّد فيها المتظاهرون مجموعة من الشّعارات والتي عبّروا من خلالها عن تشبثهم بحقوقهم و تنديدهم بالمقاربة الأمنية التي تنهجها الشّركة المعدنية لإميضر والسلطات المحلية، معلنين أيضا عن عزمهم على مواصلة النّضال السّلمي حتّى نزع حقوقهم.

بعد أن اجتمع المحتجّون على شكل حلقية "أكراو"، ب" تاوريرت نوسبضان " الواقعة بقدم جبل " ألبان" قاطعين أزيد من 06 كيلومترات سيرا على الأقدام بمحاذاة الطريق الوطنية رقم 10، ناول عضو من لجنة الحركة الكلمة، والتّي ركّز فيها على مختلف الأشكال النّضالية الّتي خاضتها الحركة خلال الثّلاث سنوات الماضية، وكذا ابراز الأحداث التي شهدتها هذه الفترة الزّمنية و من بينها المظاهرات السّلمية الحضارية الموازية للاعتصام المفتوح فوق جبل "ألبّان"، وذكّر أيضا بالعرائض و الشكايات العديدة التي قدّمتها السّاكنة للجهات المعنية، كما أشار إلى النّجاح الذي عرفته القضيّة على مستوى الإعلام الحر والمستقل رغم التعتيم الذي تعرفه في وسائل الإعلام الرّسمية، وانتقل في الأخير إلى الحديث عن مجموعة من التّحدّيات التي تعرقل المسار النضالي للحركة حيث أشار إلى المقاربة الأمنية الشّرسة المشتركة بين الشّركة المعدنية و " المخزن " وأذيالهما، والتي تتجلى في الاعتقالات التّعسفية في حقّ أبناء إميضر، وسياسة إجهاض و إخماد الاحتجاجات في المناطق المحيطة بالمنجم، والسياسة التي تقودها مجموعة " مناجم " ضدّ السّاكنة المحلّية عبر تمويلها لمجموعة من المشاريع المحتشمة لتلميع صورتها و تغليط الرّي العام " يضيف عضو لجنة حركة على درب 96.

التظاهرة الاحتجاجية حضرها كذلك مجموعة من الإعلاميين وأشخاص متضامين، والذين قدموا من مختلف مدن وقرى المملكة حيث عبّروا للساكنة عبر مداخلاتهم في " أكراو" عن مساندتهم و تضامنهم مع ساكنة إميضر في نضالاتها المشروعة، كما اعتبروا "ألبّان" تلك المدرسة و البؤرة التي تسطع بين باقي المناطق المهمّشة.

المتظاهرون حمّلوا في نهاية هذا الشكل الاحتجاجي  " المخزن " المسؤولية فيما آلت و ستِؤول إليه الأوضاع بإميضر في ظلّ مقاربته الأمنية و الحصار الأمني الذي يشنّه في حقّ المناضلين... و دعوا الملك إلى التدخّل لتسوية قضيتهم بعدما خلصوا خلال ثلاث سنوات من النضال إلى مدى جمود و صورية المؤسّسات المعنية.