لحسن بوتسكاوين - النيف / متابعة

تنتشر شجرة الطلح أو "أَمْرادْ" بالأمازيغية، في المناطق الصحراوية التي تتميز بمناخ جاف و حرارة مفرطة كمنطقة ألنيف التابعة لإقليم تنغير مثلا، فهي شجرة لها قدرة خارقة في مقاومة الظروف المناخية الصحراوية و تحمل الجفاف لفترات طويلة جدا. تتميز بأشواك حادة و بجدع غالبا ما يتجاوز متر و نصف طولا قبل أن تتفرع أغصانها جانبا في مستوى ارتفاع معين لتشكل تاجا على شكل مظلة كبيرة لتوفر أكبر مساحة ممكنة من الظل، إنها قدرة إلاهية لتوفر ملجأ للحيوانات و رعاة الإبل و الأغنام في أوقات القيظ و الحر في فصل الصيف. 

إن "أمراد" أو الطلح يعتبر جهاز التكييف بالنسبة لسكان الصحراء لأنه يتميز ببرودته التي لا مثيل لها، بالإضافة إلى كونها تلعب دور الحواجز البيولوجية و الطبيعية للتصحر و زحف الرمال، و تقوم كسائر الأشجار بتنقية الجو و توفير المسكن و الظل و الغذاء لأعداد كبيرة من الحيوانات كالظباء و الغزلان.. 

أما فوائدها الطبية فهي كثيرة جدا و أثبتها العلم الحديث، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: تحتوي أوراقها على مادة لها فائدة للجهاز الهضمي و مضادة للسموم و معالجة لثة الأسنان، دواء للجروح و الكسور، كما أن الصمغ " تيفيزا" الذي تفرزه هذه الشجرة لها استعمالات طبية كثيرة...


إلا أنه من الملاحظ مؤخرا، أن يد الإنسان و تقلبات المناخ و توالي سنوات الجفاف، قد أثرت عليها كثيرا مما أدى إلى استنزافها و تراجع أعدادها بصورة ملفتة، لهذا أصبح لزاما على مديرية المياه و الغابات ان تجد حلا للمحافظة على هذا الموروث الطبيعي المفيد للمنطقة.