ذ. بلقاسمي مصطفى / جديد أنفو ( الصور بعدسة عبد الله عزيزي )
منذ القدم وقبائل اتحادية أيت عطا تمارس الرعي في إطار الترحال بالمجال الجغرافي الممتد على الأطلس الصغير وتافيلالت ودرعة (الجنوب الشرقي). وساهمت لقرون في الحفاظ على توازن النظام الايكولوجي بهذا المجال. من خلال تنقلها فيه مع قطعانها من مكان للآخر تجنبا للرعي الجائر. كما أن هذا التنقل كان يسمح للمواشي بالمساهمة في نقل بذور النباتات من مكان إلى أخر. وبالتالي الحفاظ على التنوع البيولوجي وإغنائه.
غير أن واقع الحال اليوم ينذر بدنو اختفاء الترحال بهذه المجالات نتيجة توالي سنوات الجفاف وغياب أي تحرك أو مبادرة من الجهات الوصية للحفاظ على هذا النمط الاقتصادي والمعيشي وعلى هذه الحضارة الرعوية. وكذا لحماية توازن النظام الايكولوجي.
قطعان الماعز والأغنام والجمال التي كانت ترعى في المراعي أصبحت اليوم تتحرك بين واحات وأسواق المنطقة بحثا عمن يشتريها بأبخس الأثمان، والكنز الذي توارثته القبائل العطاوية وحافظت عليه وتفاخرت به عبر قرون أصبح في لحظة بلا قيمة وأضحت مضطرتا للتخلص منه قبل أن تتألم لرؤية مواشيها ميتة من الجوع وقلة الكلأ.
أمام هذا الوضع فإننا لا نملك إلا أن ندق ناقوس الخطر لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان. وقبل أن يصبح الحديث عن الرحل والترحال بالجنوب الشرقي المغربي أمرا من الماضي.


