حسن العلمي / جديد أنفو
الحمد لله الذي هدانا للإيمان، وأنزل علينا السنة والقرآن، وشرفنا ببعثة خير الأنام (ص)، ففي هذه الأيام السعيدة، تعيش الأمة الإسلامية في كل بقاع الدنيا أجواء ربانية و هي تستقبل عيد الأضحى المبارك، و العيد عند المسلمين مظهر من مظاهر الفرح و السرور بفضل الله و رحمته، و هو فرصة عظيمة للتقرب من الله عز و جل بأضحية على قدر استطاعة صاحبها، فهي من شعائر الإسلام بحجة الكتاب و السنة و إجماع المسلمين، و قد قال تعالى : ( لن ينال الله لحومها و لا دماؤها و لكن يناله التقوى منكم كذلك سخرها لكم لتكبروا الله على ما هداكم و بشر المحسنين ) ، كما يعتبر العيد مناسبة عظيمة لصلة الأرحام و صفاء النفوس و تجديد الصلة مع الله، و فرصة للتسامح و التغافر و نبذ الخلافات بين المسلمين، و إحياء قيم التعاون و التكافل بين أطياف المجتمع، فهو في الأصل عبادة و عمل، تتقوى فيه الروابط الاجتماعية ، و تعلو فيه قيم التآخي و التعاون و الجود و الكرم بغية التقرب إلى الله سبحانه و تعالى .
لهذه الأغراض الدينية و الاجتماعية، سنت الأضحية و حين سنت سنت للقادرين عليها، لكن في زماننا هذا و في مجتمعاتنا الإسلامية تحولت الأضحية إلى تفاخر و تباهي بين الناس ، حتى انقلبت الأضحية من شعيرة يتقرب بها العبد إلى ربه، إلى عبء ثقيل يؤرق أرباب الأسر، و يحملون همه، فقد أفرغ المسلمون معنى العيد من محتواه، و أصبح موسما للأكل و ملء الأجواء بالدخان و التنافس في شراء الأضحية ذات الثمن المرتفع حتى خرجوا من السنة و التقرب إلى الله إلى إغضاب الله و الابتعاد عنه، فحين أصبحنا نسمع أن هذا التنافس دفع العديد من المسلمين إلى أخذ القروض الربوية لشراء الأضحية أو التعامل مع الأسواق الممتازة بالتقسيط و الفائدة ،أو يضطر البعض لبيع أثاث المنزل أو الدخول فيما حرم الله لشراء الأضحية ، و كثيرا ما أدى الصراع داخل الأسر حول الأضحية إلى مشاكل اجتماعية تنتهي بما لا يحمد عقباه و يدفع ثمنه الأبناء، و لم يقف المسلمون عند هذا الحد بل أصبحوا يشترون الأبقار و يوزعون لحومها بينهم في الشوارع على مرأى و مسمع ممن لا يستطيعون شراء الأضاحي ، فقد جعلنا العيد فرصة للأكل فقط ، فهناك من يستهلك ما يعادل 5 أو 6 أضحيات، وينسى الأرملة و الفقير و اليتيم و المسكين و المحروم ، فهذه مظاهر لا علاقة لها بالإسلام ، و لا بما حثنا عليه رسولنا الكريم ، فاللهم ردنا إليك ردا جميلا .