زايد جرو/ جديد أنفو
تخليد اليوم الوطني للمرأة المغربية كان يوم الجمعة 10/10/2014 وخصصت له القنوات الوطنية نشرات إخبارية خاصة ومطولة، وتم استدعاء نساء جمعويات ومهتمات بشؤون المرأة ضيفات لهذه المنابر للحديث عن الإنجازات التي تحققت وللحديث المزيف عن الوضع النسوي بالمغرب ....وكل واحدة تنفخ في القصبة إبرازا للعمل والإنجاز ولم يتم الالتفاتة ولو جزئيا لنساء الجنوب الشرقي البعيدات عن شيء اسمه العمل الجمعوي، واللواتي ما زال القمل والبعوض والذباب وكل الحشرات الزاحفة تدمي أجسادهن بالليل والنهار، وما زال رمد العين يذهب أبصارهن وما زال الحصير فراشهن وهن نسيا منسيا، ترتدين أحذية بلاستيكية تقليدية، وفطورهن وغذاؤهن خبز محمد شكري، تلتحفن بطانيات صوفية تترك الندوب والخدوش على المحيا .. لم تتحدث النسوة المستدعيات اللواتي فاق لباسهن لحضور البرنامج ميزانية نساء مهمشات لسنوات، لم تتحدث النسوة المستدعيات اللواتي حضرن بسيارات زاهية باهية عن النساء اللواتي تركبن الحمير والبغال بحثا عن قطرة ماء، لم تتحدث النسوة المستدعيات اللواتي تداعبن القلم بالأنامل عن النسوة اللواتي تتكئن على العصي طول النهار وراء أغنام بحثا عن نباتات شوكية ..فبأي وجه ستلقى تلك النسوة المستدعيات اللواتي غسلن وجوههن بالمساحيق الغالية المستوردة ضمائرهن حين الخلوة مع النفس ومحاسبة الرقيب إذا قدر الله وحضر أثناء مشاهدة ربورطاجات عن النسوة المنسيات بالجنوب الشرقي... لم تتحدث النسوة عن الاغتصابات والترك والعزل والهجر والمعاناة اليومية الدفينة لفئة عريضة من النساء ...
ندعو الجمعيات النسوية في المدن والحواضر والنساء اللواتي تعجبن بالبرامج والظهور للتلويح بالخواتم التي تضربك أشعة بريقها من بعيد لزيارة الجنوب الشرقي والاطلاع على الوضع النسوي الحقيقي دون حمل خرداوات لهن لأن الفعل إهانة، فهن محتاجات لحظهن من التنمية المستدامة، لا لأكياس من الدقيق المدعم المليء بالديدان ولباس تتزاحم فيها الثقوب ورائحة الرطوبة فيها مفرطة، فهن غنيات بالنفس والصبر ودرجة الوطنية فيهن عالية وأرصدتهن مليئة بالقناعة ، وتحية عالية لنساء المغرب العميق اللواتي صنعن رجالا بالإرادة بعيدا عن الأضواء وبعيدا عن النفاق والكذب وبعيدا عن التزويق والتلفيق .