زايد جرو – تنغير / جديد انفو
الأسرة والعائلة مؤسستان اجتماعيتان، لهما مكانتهما العالية في الجنوب الشرقي، تشب فيهما الفتاة تحت الوصاية الكبيرة بالحشمة اللائقة و السلطة التقديرية للوالدين والأجداد، وهي صفات دينية أخلاقية مجتمعية ورثتها المرأة من التربية الممتدة منذ سنين، ورغم بعض التحرر النسبي الظاهر فما زالت كلمة الوالدين محترمة ولا يمكن التأفف منها بالقطع.
لكن الفتيات المتعلمات في تنغير أو في المدن المجاورة تعشن الإحراج عند الخطبة ثم الزواج الذي لا يتأخر كثيرا عن العقد، والذي لا تتحكم فيه أسرة الزوجة، وقد يكون الموسم الدراسي في البداية أو في الوسط ، أو قد أوشك على النهاية، فيطرح مشكل الاستمرار في الدراسة أو الانقطاع وطي صفحتها الى الأبد.
قد يتفهم بعض الأزواج الحالة النفسية للمتعلمة الزوجة، فيقبلون متابعة دراستها خاصة بعد البكالوريا إذا كانت الكلية في نفس المدينة، أما في الثانوي التأهيلي فربما استمرارها مرفوض قانونا ومستحيل مع الأسرة المستقبلة.
وفي المستوى الجامعي الاستمرار الدراسي في الجامعة معقدة أموره لأن الدراسة هي ارتباط شخصي وحق من حقوق المواطنة والزواج مسؤولية اجتماعية ..والصعوبة واضحة جلية في تحقيق التوازن قبل الأطفال أما حين الإنجاب فثمة مسؤولية أخرى، وكيف يمكن الاستمرار والتوفيق بين المسؤوليات والكليات تتطلب الحج إليها بالعدة والاستعداد؟ وهل تقبل الحماة بسفر الزوجة والسكن مع الطالبات العازبات؟ وهل يقبل الأب سفر ابنته المتزوجة لمتابعة الدراسة وترك بيت الزوجية ؟ وهل الحل هو تفكير الفتاة في التخلي نهائيا عن الحياة الزوجية بعد معاشرتها الطلاب والطالبات في الكليات ومعايشتها لأجواء الحرية والتفتح ؟ كلها متاعب تعيشها الفتاة في المجتمع التقليدي وحلولها تختلف من حالة لحالة ،وأحسنها في نظري المغامرة في تعطيل مشروع الزواج وتأخيره حتى انتهاء الدراسة ،رغم ما في الأمر من خطورة العنوسة والكبر في السن خاصة في تنغير والنواحي والتي لا يمكن أن يدق بابها أحد حين بلوغ سن 27 فما فوق وتنعت تعسفا باسم " تبور " وهو تعت ذو شحنة دلالية ونفسية مقيتة.