عمر الحسني - بومالن دادس / جديد أنفو
هل كان المجلس البلدي لبومالن دادس في حاجة إلى الانتظار كل هذه المدة الطويلة منذ انتدابه على الجماعة، ليأتي ممثل السلطة المحلية الذي التحق مؤخرا بالمدينة ليحارب كل احتلال الملك العمومي ويعيد له حقه ويحرره من سطوة التجار المقيمين والمتجولين الذين احتلوا كل رقعة في المدينة لم يتبق منها إلا أماكن ضيقة تحتلها النفايات والكلاب الضالة والعربات المركونة في كل الاتجاهات.
فمنذ أسبوعين دخلت المدينة في ورش من الإصلاحات الإجرائية بمحاربة الفوضى التي سبق وأن تناولناها في مقالات سابقة، وفي إحاطات للمجلس البلدي، والتي لم نجد حوابا لها.
والغريب في الأمر أن الميثاق الجماعي في الفقرة الثالثة من البند 6 من مادته 37 يشير إلى أن من اختصاصات المجالس القروية والحضرية المصادقة " على جميع أعمال تدبير أو احتلال الملك العمومي الجماعي مؤقتا"، لكن مجلس مدينة بومالن امتثل للوبيات التجار الكبار وأعيان المدينة الذين يتحكمون في الخريطة السياسية للمكاتب، ويتحركون في الحملات الانتخابية حفاظا على مصالحهم في استغلال الملك العمومي وفي امتيازات أخرى. وقد شوهد العديد من التجار القارين والمالكين لمحلات تجارية بالمدينة يجمعون السلع والبضائع التي يزودون بها البائعين المتجولين بعد إصدار باشا المدينة لتعليماته الصارمة في محاربة كل أشكال الفوضى العارمة بالمدينة، رغم كون أصحاب محلات تجارية ومقاه ومؤسسات بنكية لم تمتثل بعد للتعليمات ولم تنصع لها وما تزال تحتل جزءا من الرصيف واسفلت الطريق الوطنية رقم 10، بوضع حواجز عبارة عن صناديق المشروبات الغازية وأحجار وحبال وغيرها مما يعيق عملية السير والجولان بالمدينة.
وإن كان باستطاعة مسؤول المدينة الذي التحق قبل شهرين فقط، بتوليه منصبه المنقذ من الضلال في المدينة، واستطاع أن ينتصر على الفوضى المتوارثة منذ أن كانت بومالن دادس أرضا، فإن للصورة وجها آخر يكشف إما ضعف تسيير المجلس البلدي الذي من اختصاصه المحافظة على جمالية المدينة وصياغة مشاريع وتخطيطات لتأهيل المدينة،(ضعفه) في تدبير شؤون المدينة في فترة انتدابه، وإما أن المجلس تواطأ مع اللوبيات وتآمر معها ضد الملك العمومي، وهو الذي يعلم القاصي والبادي أن من اختصاصه الترخيص باستغلال الملك العمومي مؤقتا مع أداء رسوم الاستغلال لميزانية الجماعة، لكن ليس على حساب حقوق المواطنين وجمالية المدينة يا مجلس!
فكم هي مدينة بومالن متسعة الآن بعد إزالة كل الشوائب التي شلت حركة سير المواطنين وضايقت حريتهم بداية بباب السوق إلى داخله مرورا بجميع الطرقات شرقا وغربا وشمالا وجنوبا!
والآن وقد حددت أماكن ركن السيارات بشكل معقلن وحددت مواقف سيارة الأجرة الكبيرة والصغيرة والحافلات والنقل المزدوج والنقل السري، آن للساكنة أن تتنفس الصعداء بأن انطلاقة الإصلاح قد بدأت، وبالمقابل فالبائعون المتجولون ، الذين أمسوا قارين، تم ترحيلهم إلى ساحة البريد، وهي فضاء يستع للمئات منهم، بمن فيهم بائعو الخَضار. وآن لمجلس المدينة بدوره أن يذعن للإصلاح ويخرج محاوره التي سطرها في برنامجه إن كانت هنالك محاور كما ادعى في محافل ومواقف كثيرة، أم أن لسان حاله سينطبق عليه المثل العربي " الصيف ضيعت اللبن" بتأخر الإصلاح وإشراف فترة انتدابه على النهاية.
