جديد أنفو - متابعة
في سابقة غير متوقعة، والأولى من نوعها، منذ عام 1983 تاريخ صدورها بعد جريدة "المحرر" الموقوفة، أعلن مدير جريدتي "الاتحاد الاشتراكي" و"ليبيراسيون"، عبد الهادي خيرات، يوم الأربعاء 21 يناير، عن توقيف الجريدتين بعد أن أبلغ الوكيل العام لدى استئنافية الدارالبيضاء باتخاذ هذا القرار، وذلك بعد ساعات قليلة من إنجاز عدد الخميس من الجريدتين ليتم إيقاف طبعه قبل وصوله لآلات المطبعة، حيث أكدت مصادر عليمة أن عونا قضائيا حل بمقر الجريدتين وأبلغ الصحافيين بقرار توقيف الصدور، ابتداء من يوم الخميس 22 يناير 2015، إلى أجل غير مسمى.
ويأتي قرار عبد الهادي خيرات ردا على ما يسميه ب "استفزازات" الكاتب الأول لحزب الوردة، إدريس لشكر، هذا الأخير الذي دفع بالمكتب السياسي لهذا الحزب لاتخاذ قرارا يقضي بإبعاد عبد الهادي خيرات عن إدارة الجريدتين، رغم سلسلة من المحاولات التي جرت لاحتواء الأزمة، على أساس تكليف الحبيب المالكي، رئيس اللجنة الإدارية للحزب، بمهام إدارة الجريدتين كإجراء مؤقت إلى حين هيكلة الجريدة إداريا وقانونيا.
وبينما ذهبت بعض المواقع الالكترونية إلى إضافة اسم مدير التحرير، عبد الحميد جماهري، بالقول إن إجراء الإبعاد يشمله هو أيضا، نفى مصدر حزبي ذلك في أفق الوقوف على ما ستنجبه الساعات المقبلة من تداعيات.
وكان إدريس لشكر قد حل، خلال صباح ذات اليوم، الأربعاء، بمقر الجريدة، مرفوقا بالحبيب المالكي وآخرين، وعقدوا لقاء بالطابق الخامس، دون أن يتسرب من نتائجه أي شيء رغم اكتفاء مصدر مسؤول بأنه "مجرد اجتماع عادي تعقده لجنة الإعلام والتواصل" بمقر الجريدة، قبل مفاجأة الجميع بالتعليمات القاضية بتوقيف الجريدة عن الصدور، تلاه ما تم وصفه ب "احتلال بعض المحسوبين على إدريس لشكر لمقر الجريدتين"، الأمر الذي أثار ضجة بجميع طوابق الجريدتين بزنقة الأمير عبدالقادر، علما أن عبدالهادي خيرات مازال متشبثا بكونه المسؤول القانوني على الجريدتين، ما جعل غالبية صحافيي هاتين الجريدتين يعلنون عن تشبثهم به.
وبينما كان طبيعيا أن يخلف مصير الجريدتين استياء وقلقا وسط قراء الجريدتين ومناضلي حزب المهدي بنبركة، زادت أجواء السخط لتتسع حيال المصير الذي آلت أوضاع حزب وطني كبير، حيث لم ينته الجميع من متابعة فصول "انشقاق" الدرع النقابي للحزب ثم الشبيبي، وبعده تهديد تيار منه بالانسحاب، غير أن لا أحد كان يتوقع أن تصل عدوى الأزمة إلى لسانه المتمثل في جريدتيه اللتين ظلتا صامدتين رغم مظاهر القمع والتضييق، وليس من ضرب الاحتمال أن تكون الساعات المقبلة مليئة بالكثير من المفاجآت والتطورات، سيما في خروج بعض "أتباع لشكر" بما يفيد ان اصدار الجريدة ستتم مباشرته باسم مديرها الجديد الحبيب الماكي انطلاقا من يوم الجمعة المقبل.