" .... وإذا كان أحرضان يريد فتح صفحات بنبركة ليصفه بـ"القاتل"، فقد يدفع هذا بالبعض إلى التساؤل عما يمنعه من الكشف عن "قاتل" بنبركة، وهو الذي كان وزيرا للدفاع وعاملا على مدينة الرباط؟ فهل من تقلد مثل هذه المناصب وعاش كل هذه الأحداث تخفى عليه حقيقة "مقتل" بنبركة وحقيقة عملية محاولة "اغتيال" ولي العهد آنذاك الحسن الثاني والتي كلفت أطر وقيادات وقواعد "الإتحاد الوطني للقوات الشعبية" فترات من "التعذيب والتنكيل والترهيب"، وكل ذلك في سبيل أن يُفوت الحسن الثاني على الإتحاديين فرصة اكتساح الإنتخابات البلدية لسنة 1960" بحسب كتاب "صديقنا الملك".
إذن لماذا لم يذكر احرضان كل هذه الحقائق؟ ولماذا قفز على انتفاضة الريف سنة 1959؟ وعلى حكومة عبد الله ابراهيم التي لم يقل في حقها كلمة واحدة رغم كون الانقلاب عليها يعد أخطر حادثة سير سياسية عرفها مغرب ما بعد الإستقلال؟ .... "
" .... ثم أليس من حقنا أن نتساءل مع أحرضان عن معنى مفهوم "الخائن" هل من اختلف مع الملك في رأيه أو في طريقة تدبيره لشؤون البلاد يعد "خائنا" للملكية؟ أم أن "الخائن" الحقيقي هو من خان الشعب وطموحاته المشروعة في العيش بكرامة وحرية وصمت على العديد من الفظائع التي كان شاهدا عليها على الأقل إن لم نقل طرفا فيها؟ وهل يمكن لمن كان أداة بيد الداخلية في تزوير الإنتخابات والبطش بالمواطنين خاصة على عهد ادريس البصري أن ينقل الأحداث بأمانة وتؤتمن روايته التاريخية؟ .... "

المصدر: إنصاف بريس