جديد أنفو / متابعة
قد تشاهدون بعضهم في التلفاز يوقعون اتفاقيات أو يقدمون تصريحات، وهم، في الوقت ذاته، يجتهدون في مداراة مشاكل معقدة بابتسامات مرسومة بعناية. شخصيات معروفة راحت ضحية شبكات تنشط في أعمال السحر والشعوذة.
من عادة محترفي النصب عن طريق الشعوذة وأعمال السحر تصيد ضحايا من الأثرياء أو الشخصيات العمومية لسببين؛
أولهما ضمان توفر الضحية على أموال يمكن أن تسلب منه عبر إيهامه بقدرات خارقة، والسبب الثاني هو احتمال تحرج هذه الشخصيات من الخروج إلى العلن والتبليغ عن تعرضهم للنصب من طرف مشعوذين طرقوا أبوابهم واستقبلوهم بمحض إرادتهم في غالب الظن.
شهر شتنبر الماضي أوقفت الشرطة القضائية بالمنطقة الأمنية الثانية بالرباط أفراد شبكة متخصصة في النصب عن طريق ما يعرف بـ«السماوي»، تحترف ممارسة طقوس الشعوذة للتأثير على نساء تظهر عليهن أمارات غنى.
بين هؤلاء النسوة كانت والدة مسؤول رفيع بوزارة الداخلية، والتي سلبها ثلاثة من أفراد الشبكة المذكورة مجوهرات قيمتها 12 مليون سنتيم.
الوصول إلى أفراد الشبكة تم بعد تحرك مسؤولين أمنيين كبار. بدأ ذلك بعرض صور متهمين معروفين بنشاطهم بالنصب على أشخاص بواسطة ما يعرف بـ«السماوي». تعرفت المرأة على بعضهم.
البحث أظهر أن المتهم الرئيسي في الملف يقيم بمدينة خريبكة.
فور تحديد هويته انتقلت المجموعة السابعة التابعة للفرقة الجنائية الولائية إلى هاته المدينة لتوقيفه.
حين مواجهته بوالدة المسؤول بالداخلية ظهرت حقيقة العملية التي نفذها، إذ قام بإيقافها عندما كانت مارة بالشارع مستفسرا إياها عن مكان وجود مسجد النور بحي أكدال بالرباط. الضحية أخبرته أنه لا وجود لمسجد يحمل هذا الاسم بحي أكدال، ليظهر المتهم الثاني ويخبر الأول أن هناك مسجدا يدعى مسجد بدر في الجوار، ويبدأ معه حوارا سيقت والدة المسؤول بالداخلية لحضوره.
بدأ ذلك بإخبار المتهم الأول للثاني أنه يعاني حالة اكتئاب بسبب مشاكل شخصية، كما أن والده مريض ويرقد بالمستشفى، ليجيبه المتهم الذي كان فقط يحاول إرشاده إلى مكان المسجد أن كلامه صحيح.
خلال هذه اللحظة بدأت الحيلة تنطلي على والدة المسؤول، والموظفة المتقاعدة، خصوصا بعدما حضر متهم ثالث أخبره الأول أنه يحمل معه شيكا بخمسة ملايين سنتيم، ليجيبه الشخص الثالث بأن هذه المعلومة صحيحة، لتسقط المرأة في شباك العصابة التي أقنعها أفرادها بإحضار مبلغ 12 مليون سنتيم بخزنة حديدية بمنزلها إليهم بداعي مباركتها قبل سلبها منها وتركها مشدوهة وسط الشارع.