زايد جرو – تنغير / جديد انفو

النشرات الإنذارية للأحوال الجوية بدأت تنزل على أسماع الجنوب الشرقي كالصواعق المتتابعة والشهب النارية الحارقة، الثلوج على أكواخهم تتقاطر، وبيوتهم الطينية شاخت وضعفت مقاومة أسقفها للتحولات الجوية الحالية، تتندى بالليل والنهار، وتنزل على النائمين الممددين بشكل جماعي قطرات كبيرة، لا تحميهم منها غير إناءات بلاستيكية، أقدام أطفالهم الطرية في الثلج لا تقيها من لسعات الصقيع، غير جوارب مغلفة بأكياس بلاستيكية، دفاترهم ابتلت وأقلامهم الجافة جفت....

يزيلون الثلوج على حواف جدرانهم بأنامل احمرت بردا وبوسائل تقليدية، ويبحثون لماشيتهم عن عظام تمر أو بقايا خضروات جافة أو نباتات شوكية مخبأة بإحكام، علها تطفئ جوعهم لبعض الوقت، الطعام المدخر يشح يوما بعد يوم والمساعدات انتهت والتهميش مستمر، هم مواطنون يصنعون حياتهم ويدبرون أمرهم بين أكوام من الثلوج القديمة والحديثة ولا يتم التفكير فيهم إلا حاجة، ولا تزورهم وسائل الإعلام إلا لماما ولسان حالهم الصبر والحمد والمغفرة.