زايد جرو – تنغير / جديد أنفو
الزائر لحي أقدار هذه الأيام في الصباح أو المساء أو وسط النهار، سيدرك موت الحياة هناك ،الحركة فيه جامدة كالتراب إلا من متطفل باحث عن نتف خبر مِثلي، ساكناته خرجن من الظلمة الداكنة ،والعتمة القاتلة والقهر المقيت ،وانعتقن من قيد الاستغلال غير المشروط ، وتركن المآسي للمكان ولأحفاد أوديب الضرير، ربما كان الفعل فعل خير، أرغمهن على الالتحاق بأسرهن عنوة ،أو بأرض أخرى لأن كل الأراضي أوطان لهن .
ومن خلال التتبع الإعلامي البسيط لأخبار الحي منذ الإخلاء آخر شهر يوليوز من السنة 2013 ،فآخر اجتماع مسؤول حول التهيئة له كان بتاريخ 04/11/2013 ببلدية تنغير، حيث اجتمع المسؤولون وممثلون عن السلطة ،وبعض مالكي ومالكات العقار وانتهى اللقاء ،بتكوين لجنة تتبع الملف ،وتحديد المالكات والمالكين للدور تحديدا دقيقا والذي بلغ زمن الاجتماع عدد (47)، وما سيصاحب الفعل من حملات تنظيفية ورسم جداريات وصباغة الحي وإزالة الأقفاص الحديدية المشبوهة على النوافذ والأبواب .....
ومن خلال الإطلالة على المكان ،فالحي مازال خاليا ،والأبواب في بعض أقفاصها فواتير الكهرباء والماء ،وهناك محاولات لاقتلاع الأبواب حسب الأثر الملحوظ على جوانبها،والدوريات الأمنية مازالت مستمرة ، والكثير من الأبواب مكتوب فيها عبارة " دار للبيع" ولا أحد طبعا يستطيع الشراء ولا الكراء، الأوساخ في المكان، والحركة بالجوار واقفة عن المسير ،ولم يبق غير الطلول والدمن، الليل يودع النهار، والنهار يودع الليل بأغاني الحداة المؤثرة.
في الساحة القريبة من الحي الأشغال الكبيرة فيها جارية والجرافات تقترب أكثر من الدور والناس تنتظر متى تمد هذه الجرافات أعناقها متطاولة ومعلنة زمن الصفر بداية هدم الجدارات التي كانت عازلة وساترة وحامية شتى صنوف الفساد ،فحينها سيشهرون شارة النصر والانتصار في وجه طغاة الفساد وسيزيلون بأياديهم قبعات الرؤوس منحنيين شاكرين كل الأيادي النظيفة التي غسلت المدينة بَرَدا من أدران التلوث الفكري الذي لصق بالبلاد والعباد أعواما من الزمن خلت . .....وسنوافيكم ب فيديو قريبا يصور حال الحي ،ونتمنى ألا تأخذه الأيادي الطويلة السارقة وتقطع منه ما تشاء وتنشره بأسمائها وتتنكر لمجهودات الآخرين وستقول طبعا حسب مصادرنا ولا مصادر لها ولا مراجع..
المصدر: جديد أنفو