زايد جرو – تنغير / جديد أنفو

إن المستشرقين الذين تناولوا السيرة النبوية، وكتبوا عنها بموضوعية أحيانًا أو بأغراض  ذاتية أحيانا أخرى انطلقوا من أفكار استعمارية واكبت زمن الاستشراق،فكانت ردود العلماء المسلمين قوية من أجل مواجهة المد الاستعماري المقيت، فأسسوا  باجتهاداتهم  إطارا منهجيا قويما  للتعامل مع علوم الرواية والدراية بروح التجديد والإحياء في السيرة النبوية ،وفق رؤية دينية جامعة مانعة شاملة ،تستحضر العلاقة العضوية بين القرآن الكريم والسنة النبوية،في نسق معرفي إسلامي، وبرؤية علمية وعملية في التدوين والتواتر ، مع النظر إليها في صدورها الأولى عن النبي صلى الله عليه وسلم، ،وحمل الصحابة الكرام إياها ،حيث كانت السنة تجسيدا  عمليا حكيما لآيات القرآن الكريم ،إبرازا  للخصوصية الإسلامية  وعناية  بالحديث حفظا، وتأليفا ،ورواية،  " لبناء علوم السنة وفق منظور معرفي يتخذ القرآن الكريم ميزانا قويما."

ويأتي اللقاء  العلمي الديني الذي نظمه المجلس العلمي المحلي  بحضور عامل الإقليم يوم25/01/2014 بقاعة الاجتماعات بفندق بوكافر ابتداء من الساعة العاشرة صباحا ،باستضافة  رؤساء المجالس العلمية لكل من زاكورة وورزازات والرشيدية وميدلت وخنيفرة  وأساتذة  جامعيين  وبحضور الوعاظ والمرشدين والفقهاء  وعدد كبير من الحضور رجالا ونساء في إطار الاحتفالات بعيد المولد النبوي الشريف ، وكل الكلمات التي تم الاستماع إليها في جلسة الافتتاح أو الندوات العلمية أبرزت  الخصوصية الدينية والأبعاد التي يجب استيعابها من السيرة النبوية باعتبار أن القرآن الكريم هو روح الأخلاق ،و أن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو مطبق هذه الأخلاق،ومما شدد عليه المتدخلون بعد إشادة عامل الإقليم بما يبذله المجلس العلمي من مجهودات في الشأن الديني بالإقليم ،أنه عندما  تراودك نفسك أن تتحدث عن شيء من مناقب النبي صلى الله عليه وسلم فإنك تقف حائرا من أين، وكيف تبدأ؟ لأن السيرة هي  منهل لا ينضب من الدروس التربوية التي  تفيد الباحث وتهدي الحائر وتقوم المعوج، وأعظم ما يمكن أن تتحقق به سعادة الناس هي سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، وكفى بها سبيلاً مسلكا ومنهجاً، لتأسيس بُعد نظري جديد للباحث ،برؤية فلسفية لفكرة الوحي والنبوة من خلال إعادة استقراء مرحلة صدر الإسلام ،وما قبلها بمنهج جديد ،يختلف عن المناهج السائدة والمألوفة.

كما تم  تتويج المتفوقين في المسابقة العلمية الدينية في السيرة النبوية التي دأب المجلس العلمي على تنظيمها كل السنة  في المؤسسات التعليمية ،فنوه رئيس المجلس العلمي  باهتمام الناشئة بالسيرة النبوية لمواعظها وحكمها

 كما دعا المحاضرون إلى تبنى رؤى تحليلية  دينية واجتماعية وتاريخية وثقافية لقراءة السيرة النبوية من أجل تأسيس رؤية دينية ،علمية قائمة على أسس موضوعية متينة ، كما استمع الحاضرون إلى إنشاد ديني  مؤثر راق الحاضرين كثيرا ،ليختم اللقاء بالدعاء على أمل اللقاء مساء بساحة المقاومة من أجل السماع  في إطار أمسية دينية من تنشيط المنشد التهامي الحراق ومشاركة الأستاذ عبد الفتاح بنيس، رئيس المجموعة الأندلسية بفاس ابتداء من الساعة الرابعة مساء بساحة البريد .

 

 

الامسية الدينية من تنشيط المنشد التهامي الحراق ومشاركة الأستاذ عبد الفتاح بنيس، رئيس المجموعة الأندلسية بفاس

 

 

 

المصدر: جديد أنفو