ضيفي امبارك – جديد أنفو
نظمت جمعية أنازور للثقافة و التنمية و الفنون الأمازيغية، الكائن مقرها بالرباط، قافلة ثقافية و فنية و اجتماعية، بمناسبة الذكرى الثانية و الأربعين لرحيل الفنان حمو أليازيد، عميد الأغنية الأمازيغية، و الذكرى الثالثة لرحيل المرحوم محمد رويشة عميد الوتر، و فريد الأطلس، تحت شعار: " وفاء لروح الإبداع و قوة المعاناة و بصمة التاريخ ".
انطلقت القافلة من مدينة الرباط حوالي الساعة الثامنة صباحا من اليوم الأول، نحو مدينة الخميسات لأخذ وجبة الفطور، في رحاب مركب لالة ميمونة السياحي تحت إشراف جمعية حمو اليازيد الكائن مقرها بالخميسات، و التي يترأسها الأخ محمد بوحدان. واتجهت صوب مدينة بوفكران، التي ستكون ملتقى الجمعيات المشاركة في القافلة، و هي جمعية إغبولا و جمعية جيبر من المركز الحضري لعنوصر بصفرو، و جمعية إش نعكي من سكورة ببولمان، و جمعية أمان و نادي روطاركت من فاس، حيث شاركت كل واحدة بأربعة أعضاء، فضلا عن متطوعين و متطوعات جاؤوا من البيضاء و المحمدية و سلا و الجنوب الشرقي، إلى جانب مهاجرة من بريطانيا، كفاعلة جمعوية و إنسانية، و بحضور الفنانين و الفنانات، الذين آزروا المنظمين وفاء للعهد، و تطويرا للإبداع الفني.
و بعد التعارف فيما بين المشاركين، الذين وصلوا حدود هذه المحطة خمسين مشاركا و مشاركة، من تأطير الأستاذ و الإعلامي ادريس الكايسي، المبادر لتفعيل التضامن مع الفنانين الأحياء منهم و الأموات، بغية إرساء أواصر المحبة و التكافل ما بين الفاعلين الجمعويين و الناشطين الحقوقيين و الباحثين الأكاديميين و الطلبة من جهة و الفنانين و الفنانات من جهة أخرى، و ذلك في رحاب عوائل الراحلين حمو اليازيد و محمد رويشة ، و هي التفاتة تستحق التنويه، بعدما تخلى الجميع عن الكثير من الدعم و المساندة المطلوبين من أجل ربط حاضر الثقافة و الفن بماضي التراث المغربي المتنوع في إطار إنساني عام يحس فيه الجميع بالدفء المفقود في زمن التهميش و الهشاشة. ليتم تصوير أول لقاء مع طاقم القناة الثامنة بمعية الإعلامية الأمازيغية و رئيسة جمعية أنازور للثقافة، الأخت ربيحة أحرضان، المعروفة في الإذاعة الوطنية برابحة عقا.
جابت القافلة المكونة من 14 سيارة و حافلة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي تسلمتها جمعية جيبر بالعنوصر، الطريق المؤدية نحو مدينة خنيفرة و عبرها نحو المركز الحضري أغبالو ئسردان، بإقليم ميدلت، وسط سهول و جبال المقاومة الباسلة التي قادها الزعيم موحى أحمو الزياني، حيث استقبلت في رحاب جمعية حمو و ألغازي، التي يترأسها الفنان مصطفى الشهبوني، المرشح لتطوير أداء الأغنية الأمازيغية، و إيقاعاتها على آلة الوتار الحميمية، تحت زغاريذ نساء الأطلس المتوسط، و أنغام الكمان و الوتار، و " تماويت " الفنانة نزهة من والماس، التي تجاوب معها الجمهور الحاضر بكثرة، شباب و كهول و نساء و فتيان. و بعد أمسية غنائية تخللتها أنشطة متنوعة، من بينها توزيع ملابس و هدايا و تكريم أرملة المرحوم حمو اليازيد...غادر رجال و نساء القافلة أثناء غروب الشمس، نحو مدينة مريرت، المحطة الثانية التي ستكون في رحاب الأرشيفيست و الباحث اﯕنوز المكي، و استقبلوا بحفاوة كبيرة و عالية جدا، بحضور ممثل السلطة المحلية، لتناول وجبة العشاء، و تكريم المبدع و الكاتب أكنوز المكي في بهو مسكن أصهاره الجميل بمدينة مريرت، الذين كانوا في مستوى اللحظة التاريخية مشكورين.
و بعد سهر فني و ثقافي، أنهى المنظمون هذه المحطة حدود الساعة الثالثة صباحا من اليوم الموالي، و رحلوا في الصباح نحو مدينة خنيفرة، لمؤازرة أسرة المرحوم محمد رويشة، و الترحم على روحه في المقبرة، و ليحلوا ضيوفا على أبنائه الأيتام، و زوجته الشريفة لالة زينب، التي لم تؤل جهدا في الترحاب بأكثر من مائة و خمسين مشاركا، حيث حضر أصدقاء المرحوم للترحيب بأفراد القافلة، و حثهم على الإستمرار في تقديم الدعم للفنانين و الفنانات، حيث عبروا جميعا على استعدادهم للإنضمام إلى قوافل جديدة. و بعد وجبة الغذاء، تم تكريم أرملة المرحوم، و أبنائه الذين أحسوا بالدفء الكبير أثناء إلقاء الكلمات المؤثرة فعلا، خاصة حين انهمرت عيون رفيقه في الفن مولود أوحموش بالبكاء، لفقدانه أعز أصدقائه، و فقدان أسرته للكثير من العطف و الإحسان، إذ المودة و الرحمة أقوى بكثير من المال، فأسرة الفنان محمد رويشة لا تحتاج للمال بقدر ما تحتاج للتوجيه و العناية حتى يصل الخلف بالسلف.
و قبل الغروب، ودع المشاركون عاصمة الأطلس المتوسط، متجهين نحو سكورة باقليم بولمان، ليحلوا ضيوفا على أعضاء جمعية ئــش نعكي، التي يترأسها الزميل حسن أعسو، وبالرغم من وعورة المسالك و تغير المناخ، و طول الطريق المؤدية نحو عمق أعالي الجبال و سكانها، فإن ساكنة سكورة باتت ساهرة من أجل استقبال الضيوف أحسن استقبال و السهر معهم في قاعة دار الشباب التي ساهم في تأثيثها مديرها مشكورا، و ساعد الجمعية لتحقيق أكبر قدر ممكن من الأهداف المرسومة. و بعد تكريم فنانين بالمنطقة و استعراض أنشطة الجمعية و اخذ وجبة العشاء، تعاطف الحاضرون مع الجميع و استمتعوا بباقة من أغاني محمد رويشة من أداء الفنان مصطفى الشهبوني، الذي أدى واحدة من روائع المرحوم : (أنيغ نك يكرينو، لديس ئــتاوغ أون ديوين ووسان) و هي من كلمات الشاعر محمد باجي. فضلا عن أنغام الكمان من أداء الفنان أقاسو من سكورة.
في الصباح الباكر جابت القافلة المركز الحضري سكورة، و استمتعوا بمجالاتها السياحية، ليغادروها نحو مدينة صفرو و قد صاروا أكثر من ثمانين فردا، إذ التحقت بهم وفود جديدة من كل حدب و صوب . هناك في مركب عمي ادريس السياحي، بصفرو سيحلوا ضيوفا مؤازرين، لجمعية سكان جبال العالم التي ساهمت بتعاونها مع باقي الجمعيات لإنجاح القافلة، ببرمجة ندوة فكرية، في موضوع : الفن الأمازيغي بين ضمان الكرامة و الرقي بالأداء – فزاز نموذجا. من تأطير مجموعة من الأساتذة و الفاعلين الجمعويين و الباحثين.
و بعد إنهاء أشغال الندوة، و الورشات المخصصة لها، و تلاوة توصيات المشاركين من خلال ما أطلق عليه ببيان صفرو، حيث طالب المشاركون بتفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية الذي تخلت عنه الحكومة بعد أن جعلته المادة الأولى من تصريحها الحكومي، لكن شتان ما بين القول و العمل .
حينها واكبت القافلة أشغالها بتنظيم في رحاب جمعية سكان جبال العالم فرع صفرو، سمفونية الإعتراف، من أداء المبدعين على آلة الوتار تحت إشراف الباحث المكي أكنوز، و من تنشيط الفاعل الجمعوي ادريس الكايسي، و تم تكريم فاعلين يتقدمهم رئيس الجمعية الاخ لحسن رفيع. و بعد أنهاء السمفونية، تمت وقفة قصيرة بين جميع أعضاء القافلة لتقييمها و تقديم أرائهم بخصوصها، حيث عبر الجميع عن ارتياحهم و امتنانهم للمنظمين، و طالبوا بضرورة توسيع المشاركة السنوية المقبلة.
